ناشط إسلامي في الحقل الشبابي، متخصِّص في الهندسة الميكانيكية | لبنان
حيرة الإسلام؟!!
كلنا على معرفة بالواقع الذي يقول لك أن السلطة الرابعة لا مناص من كونها أقوى السلطات الفاعلة على الأرض، ولكن الخطر الذي بدأ ينساب إلينا والذي جعل في الإسلام حيرة هو على الشكل التالي...
ذبذبات عاطفيّة، حزمة أفكار التوائيّة، وتدبّ في النفس حيويّة...
نجحوا في البراعة البلاغيّة والتأثير النفسي على المصلين، بل جعلوا المصلّي يقسِّم الدين إلى قسمين؟! فيتابعنا ويمشي وراءنا في العبادة، وينقسم ويفاصلنا بتعنّت في الحكم والشريعة والاقتصاد، وهو تائه متخبّط لا يعرف حتى ما يقول، ولكن نجحوا في مخطّطهم.
إن حيرة الإسلام اليوم قد تقع في كيفيّة التعامل والتصرّف مع تلك النماذج، ووضع الحلول لها...وصدق من قال: "إن حيرة الإسلام المتكرّرة تكمن بين جهل أبنائه، وعجز علمائه، ووداعة دعاته"... هذه هي الحيرة الواقعة، وهذه هي الدوامة التي ندور بها متخبطين مع واقعنا من المؤمنين المشوشين حولنا... فعندما تركنا الإعلام ولم نصدّر أذكياءنا لدراسة الإعلام ولم ندفع الدعاة والداعيات للخطابة المؤثرة التي تدخل البيوت.. فقدنا البيئة وابتعدنا عنها وأصبح تأثير الدين عليهم ضعيفاً... فالحلّ بثلة من أصحاب القلوب الصادقة تدرس الإعلام، وللأسف من جهة مقابلة شوّه الإعلام الإسلامي من حيث لايدري صورته؟! وقام بتشويش على عقول الناس بحجج التدرّج واللين والعطف؛ وتعداها إلى كسر بعض ثوابت الدين بحجج واهية، والبعض الآخر منهم أخفى شيئاً من الوحي لكي تنسجم مع الطبيعة البشريّة؟؟!! ثم يأتي دور العلماء في القبض على زمام الأمور، فتراهم متشنجين، لا يتحركون مخافة عدم صعود المنابر وخطف الكراسي من تحتهم؟! والخطر الأكبر حينما ينجَرُّ الدعاة من القرآن إلى السنّة ثم أقوال العلماء ثم أسلوب المقلدين ثم إلى تعظيم المفكرين ثم إلى الجهّال المتخبطين سعياً منهم إلى إرضاء غريزة المصلّي وإلاّ لن يكون معي في صلاة العصر اليوم التالي... إما أن أطيعه أو يترك المسجد؟؟!! حيرة ما بعدها حيرة... فيهرب الداعية عند أول هجوم..
يجب العمل على إرجاع الناس للنبع الصافي، والصبر على تعارض كلام الوحي مع أهوائهم الطفوليّة، وأننا في محاربتنا للباطل والوقوف عنده وقطع جناح الفساد وتخليص الناس من احتناك إبليس لهو التعبّد للّه في أحلى مواضعه...
المتاعب هي تربة جذور الرجولة، فاعزم على النزول إلى الميدان، وأن يطويك الليل وأنت مكافح لحل هذه الأزمة خير لك من أن تطويها وأنت راقد في فراشك؟! احرص على تفهيم الناس أن قلبك هو مُلْك أبديّ للّه وليس تأجيراً مؤقتاً تستعمله على ذوق ما يخدعونك به؟؟!! واجعله يتذوق حلاوة الإيمان ويحب طعمها.
خلاصة القول حيرة الإسلام نقضي عليها بقيام كل فردٍ بواجبه على أكمل وجه.. وحين تضع البهار المناسب في الطبق المناسب؟؟!!
في الحلقة المقبلة سنتعرّف كيف يمكن أن يتحول القلب إلى مُلْك أبدي للّه وحده...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن