أديبة وكاتبة | المدينة المنورة
هدف
الجنة هي النهاية التي نريد الفوز بها .. وهذه هي الرسالة الأسمى والأعظم.أن نعمل كل ما يرضي اللّه عنا ونتجنب ما لا يرضيه من أجل أن نفوز بالجنة، وتلك هي الرؤية.وأن نصلي ونصوم ونزكّي ونحسن ونبرّ ونعلّم ونتعلّم ونكتب ونأكل ونشرب ونساعد ونقول ونشاهد ونفرح ونغضب ونتنفس ونسافر وننام ونستيقظ من أجل اللّه تعبداً " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فهذه أهدافنا.
الجميل في الأمر أننا لن نتعب في الجمع بين تحقيق أهدافنا كبشرٍ لنا رغباتنا، وأهداف أخرى من أجل الفوز بالجنة، لأن رغباتنا - في نطاق ما أحل اللّه - عندما تكون من أجل اللّه فهي هي عبادة ولأن في أداء الفروض والواجبات والأركان سعادة وراحة واطمئنان وإن كانت تحت مسمى الفروض: ألسنا نرتاح بالصلاة؟ ألا نشعر بالرضى عن قدرتنا على المساعدة عند أداء الزكاة؟ ألا يريح أجسادنا ويسمو بأرواحنا الصوم؟ ألا تسكن نفوسنا عند قراءة القرآن والذكر؟ ألا يسعدنا الإنجاز والإنتاج ويعرفنا بقيمتنا وإمكاناتنا ويجعلنا نثق بأنفسنا؟ إذن لا تعارض في تحقيق أهدافنا التي نحب مع ما يريد منا ربنا لأنه يؤدي إلى طريق واحد: الطريق إلى الجنة.
أصحاب الأهداف لهم مواصفات تميزهم، فهم ناس مهمون لأنهم يعرفون ماذا يريدون، يأخذون بالأسباب وعلى ربهم يتوكلون وفيه يحتسبون ورضاه يرجون، يحققون ما يريدون بعد تأمل وتخطيط، مستغلين طاقاتهم وإمكاناتهم والفرص المتاحة مهما قلت أو حتى شحّت، منتصرين على التفاهات والشياطين والفراغ والمعوّقات. هم أقدر الناس على استثمار الوقت، لا فراغ لديهم ولا يشتكون الملل والبطالة والبلادة، وكلما حققوا هدفاً فكّروا في غيره وخطّطوا من جديد وحققوا المزيد نافعين بذلك أنفسهم وأبناءهم ومجتمعهم وأمتهم. دائما يشعرون بالسعادة لأن من ينتج يشعر بقيمته وأهميته للعباد والبلاد، وهذا بحد ذاته يجعلهم في نشاط مستمر وشباب دائم ومعنويات عالية حتى وإن كانوا وسط الحصار أو الأسر أو تحت الحروب.
أصحاب الأهداف ماهرون في كل أنواع التفكير.هم مؤثرون غالباً، فاعلون مبادرون.. وهم أكثر الناس شعوراً بالانتصار والنجاح وهم الأقدر على الاحتفال بذلك ولو بكأس شاي يشربونه مع من يحبون. كم عددهم في أمة الإسلام هؤلاء الناس؟ كم منا له أهداف ينفع بها وينتفع أو ينتفع وينفع وقد قلنا في المقدمة أنه لا فرق لأن النتائج واحدة، حياة طيبة ترضي اللّه ثم فوز بالجنة، وقد نقول رضى اللّه إذن حياة طيبة ثم فوز بالجنة.
حياة بلا أهداف كثير منها ضائع لا فائدة منه ولا قيمة، الإنسان فيها دائم البحث عما يرضيه ويطيّب حياته،عاجز أو يشعر بالعجز، وإن فعل وأنتج فإنما يكون ذلك لأن هناك دائماً من يقوده، وبالتالي لا يرضى عن نفسه ولا عن حياته في معظمها .. فأي حياة تلك؟
تمنيت أن أرى في مناهج الدراسة ما يعلم الأهداف وشروطها وأهميتها ويدرب الطلاب عليه، لكني لم أجد، ولن أجده إلا عندما يضعه في المنهج صاحب هدف... لكن إن كنا أصحاب أهداف فلن ننتظر ذلك اليوم ،بل سنعلم نحن أبناءنا كيف يكتبون أهدافا ويخططون لتحقيقها ويقيّمون إنجازاتهم مرة بعد مرة،دون أن ننسى نحن وهم، أن كل ما نهدف إليه إنما هو تعبد للّه" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه رب العالمين " ومن يحيا لله يسعد ويفوز ويفلح .. لا شك.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة