شيخ قرَّاء طرابلس
الإسلام بين التطرف والاعتدال
تمرّ الحالة الإسلامية في البلاد العربية بمخاض عسير في ظل الأحداث المتسارعة؛ والخيارات في مواجهة المستجدات لديها تضيق يوماً بعد يوم، فهي تائهة ما بين حُفر الإرهاب المصطنعة وسهول الاعتدال المسمومة، وكِلا الخيارين لن يخرجاها من تيهها الذي دخلت فيه، فإن تبنّت الخيار المتطرف خسرت تاريخها وشوهت حضارتها وأضاعت فرص بناء مستقبلها، وإن انتهجت مسلك الاعتدال المسموح به وأعني بالاعتدال هنا التنازل عن المبادىء وتمييع الحقائق ومداهنة المجرمين والطغاة، لا الاعتدال الذي يتبنى الحزم في طرح القضايا، والشجاعة في مواجهة المستجدات، وعدم الخجل من إعلان الثوابت، فإن انتهجت هذا الاعتدال المسموم سَهُل امتطاؤها وإضاعة هويتها. إذاً في ظل هذا التخبط المبرمج الذي يحكم حركة الحالة الإسلامية يجب عليها أن تعيد جيداً المستجدات على ساحتها، وعليها تغيير خطط المواجهة قبل أن تدهمها خطط تغيير أصالتها.
فالتطرف يحرق المراحل ويشوِّه أحقيّة المطالب، والاعتدال يدجِّن الشعوب ويستنسخها على المواصفات التي وضعها العدو الغازي.
فليست ساحة المواجهة حكراً على داعش والنصرة، فالقضية بدأت من انهيار الخلافة، ثم اغتصاب فلسطين، والتي انتفضت اليوم بالسكاكين، والسؤال: هل كان هناك شيء يسمى نصرة أو داعش عند حصول هاتين النكبتين؟ فلماذا تقزُّم قضايا الأمة بظهور داعش والنصرة؟ وقضايا العرب والمسلمين كادت أن تصل إلى المائة عام، فلكي نعالج هذا الاعوجاج في تحصيل حقوقنا يجب إعادة تقويم أهدافنا، فاليهود غاصبون لفلسطين، والأمة العربية مزقتها الحدود المصطنعة، شعبنا في سوريا يذبح منذ خمس سنوات، والعراق يئن منذ خمس وعشرين سنة، وخليجنا مُكبَّل لا يُحسِن التصرّف بثروته لينهض بأمته.
في ظل هذا الانحطاط الشديد والإحباط القوي تصبح الأرض خصبة لظهور التطرّف واصطياد الشباب لسوقهم للمجهول.
والحل هو إعادة إحياء القضايا الجامعة في نفوس شبابنا وتبَنّي تلك المطالب من قِبَل ساسَتِنا وقادَتنِا وإلا فالأفق مليء بالسواد...
هذه الوسطية التي نفهمها وهذا الاعتدال الذي نتبنّاه
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة