ولرمضان بصمة في أطفالنا
مع دخول شعبان تلوح في الأفق تباشير أفراح هلال رمضان، فمن طالبٍ لمغفرة، إلى مجتهد في العبادات، إلى ساعٍ في الخيرات، إلى مسابق لنَيل الحسنات... ولا تخفى علينا السعادة التي تغمر الصغار والكبار بهذا الشهر.
فما هو نصيب أطفالنا منه؟ وكيف يمكننا أن نجعل من هذا الشهر سببًا في تغيير السلوك عندهم؛ من سيِّىء إلى حسن، أو من حسن إلى أحسن؟؟
إنَّ الطريقة التي نستقبل فيها هذا الشهر مع أطفالنا تحدِّد مدى استفادتنا منه في تعديل سلوكهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وتعزيز رقابة الله عليهم، لذا فلْنَحرص أن نعطيَ لهذا الشهر أهمية من خلال إضفاء تغيير على البيت، وتزيينه ببعض العبارات مثلًا: (أهلًا بالضيف العزيز.. وغيرها...)، وأن نبيِّن لأطفالنا أهميته من الناحية الروحية والنفسية والجسدية، وأن فيه خيرًا عظيمًا.
فهذا الاستقبال سيهيئ الطفل نفسيًّا لتقبُّل فكرة التغيير أو التعديل، ومن ثمَّ فلْتكن جلسة حوارية تبين من خلالها أنَّ هذا الشهر هو فرصة وهدية من الله لنا لنكسب الحسنات ونمحو السيئات.
ثم يستعرض كل طفل ما عنده من أمور يرغب بتنفيذها خلال الشهر، وتقوم الأم (المربِّي) بتدوينها على ورقة، ويمكنها تسليط الضوء على بعض الأمور التي يغفل عنها الأطفال (من عبادات لزيادة الحسنات إلى ترك بعض التصرفات غير المرغوب بها).
فتحديد الهدف لدى الطفل يعزِّز ثقته بنفسه، وليحرص المربي على أن تكون الأهداف ممكنة الحصول، وألَّا يبالغ في رفع مستواها؛ وإن رأى حماسة من الطفل.
وليحذر من تثبيط العزيمة كأن يقول له: "لا يمكنك..." ولكن عليه توجيه الرغبة بما يتلاءم مع قدرة الطفل، فيثني على همَّته العالية، ويمتدح رغبته، ويعينه ما استطاع و يبيِّن له أنَّ الصيام تعويدٌ، وأنه يبدأ بالتدرج... ويعزِّز لديه فكرةَ أنه يستطيع الوصول للأفضل والاستمرار فيه؛ خير من البدء بالكثير، ومن ثُمَّ عدم القدرة على المتابعة.
وفي ما يتعلق بتعديل السلوك؛ فالقصص لها التأثير البالغ في نفوس الأطفال، فيُنتقى منها ما يتناسب مع ما يريد تغييره أو تنميته، كقصة بائعة اللبن مع ابنتها (في موضوع رقابة الله)، وعند شعور الطفل بالجوع يذكر له حياة الجائعين؛ لتنمية روح الشعور بأخيه المسلم أو الإنسان بشكل عام... والأمثلة كثيرة فيختار المربي ما يتلاءم والمقام.
خلال رمضان يتابع المربي سلوك الطفل، ويقوِّم ويبني القيم فيه، ويهدم السلوك الذي لا يرتضيه، فهو فرصة لدورة تدريبية عملية ذات مردود يبقى أثره مدى الحياة.
بارك الله لنا ولكم بهذا الشهر الكريم.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة