(أنا إيجابي) برنامج عملي لتعزيز الإيجابية
الإيجابية طاقة تشحذ الهمة وتدفع إلى البذل والعمل والعطاء والتغيير.. وما ثورات الربيع العربي التي شهدتها وما زالت بعض الدول العربية إلا نتيجة هذه الإيجابية التي حرّكت أبناء الأمة ودفعتهم إلى رفع لواء التغيير..
ولأهمية هذا المفهوم في حياة المسلم أجرت مجلة منبر الداعيات حواراً مع المتخصّص في علم النفس الدكتور عبد العزيز الأحمد:
- دكتوراه في علم النفس.
- مشرف عام على مركز حلول للاستشارات والتدريب.
سلطت فيه الضوء على حملة (أنا إيجابي) التي انطلقت في رمضان المنصرم بالتعاون بين مؤسسة «إيجاب» للإنتاج الإعلامي ومركز «حلول» للاستشارات والتدريب بهدف تعزيز الإيجابية في حياة المسلم مستثمرة الأبعاد التربوية لشهر رمضان ومدرسة الصيام والروحانية العالية التي يتهيأ لها الصائم من خلال الحشد الكبير من الأحاديث النبوية المبيّنة لخصائص شهر رمضان وفضائله العظيمة التي يتفاعل معها عموم المسلمين وتوفر لهم أجواء مُشبعة بقوة الدفع الإيجابية للصائمين:
1. «منبر الداعيات»: نريد أن تعطينا تفاصيل أكثر عن حملة «أنا إيجابي»: فكرتها؟ وأهدافها؟
بسم الله، أهلاً بكم، تقوم الحملة على نشر مفهوم الإيجابية لدى المشاركين، ومساعدتهم على قياس أنفسهم إيجابياً من خلال مقياس علمي تحريري إلكتروني يبيّن لهم مدى استفادتهم من هذه الحملة خلال شهر رمضان المبارك، وذلك عبر عدد من المنافذ التي تتعامل معها الفئات المستهدفة، مثل الآتي:
- المنفذ الأول: الموقع الإلكتروني (أنا إيجابي).
- المنفذ الثاني: تقديم برامج تلفزيونية في القنوات الفضائية يتابعها المشارك، بحيث تعزِّز لديه مفهوم الإيجابية، سواء من خلال عرض مشاريع إيجابية، أو نماذج لشخصيات إيجابية، أو حديث حول مفاهيم إيجابية مثل برنامج (إيجابي الخليج) وبرنامج (تغيير × تطوير) وبرنامج (تغيير × تغيير).
- المنفذ الثالث: التفاعل عبر الشبكات الاجتماعية في تقديم موضوع الإيجابية بشكل حيّ ومباشر للمشتركين.
- المنفذ الرابع: نشر مفهوم الإيجابية عبر المواقع الإلكترونية الإخبارية أسلوباً، باعتبارها جديرة بالطرح.
أما أهداف الحملة فهي:
أ. إحياء الروح الإيجابية في المجتمع بأطيافه كافة من أفراد ومؤسسات.
ب. تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الفرد المسلم ودفعه للتطور المستمر.
ج. قياس مستوى الإيجابية وفق معايير علمية حديثة.
د. عرض نماذج مشرقة وإيجابية في الخليج العربي بغرض تقديم قدوات ونماذج للراغبين في الإيجابية والتميّز.
هـ. تسليط الضوء على المؤسسات التي تقوم بأدوار إيجابية, وربطها بالمجتمع.
و. فتح نافذة إعلامية وعلمية واجتماعية تُتيح للشباب فرصة عرض أفكارهم ومشروعاتهم.
2. «منبر الداعيات»: لماذا التركيز على مفهوم الإيجابية دون غيره من المفاهيم؟
سؤال وجيه... في الحقيقة، إني اتجهت لهذا المفهوم لأمرين:
- الأول: لاحظت من خلال عملي في مجال الإرشاد النفسي أنّ هناك انتشاراً في الأوساط العربية والإسلامية لمشاعر الإحباط والأحاسيس السلبية اليائسة، مع أن العرب والمسلمين يملكون مقوِّماتٍ كثيرةً للنهوض بالأمّة، كالإيمان بالله، والثروة البشرية، والموارد الطبيعية.
- الثاني: إن الإنسان بنفسه يملك قدرات هائلة، ولو نظرنا إلى أبناء هذه الأمة لوجدنا كثيراً منهم لم يستثمر هذه القدرات، لأنه مدفون بنفسية سلبية تقيده عن العمل، مما جعل هذه النفوس بحاجة أولاً لمفهوم الإيجابية التي تنفض بها عنها الكسل وتسعى بها نحو العطاء والبناء.
3. «منبر الداعيات»: برأيك هل تكفي هذه الحملات التي انطلقت على الفضائيات والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي لتطوير الشخصية الإسلامية؟
لا، بالطبع لا تكفي، لكنها أسلوب من أساليب التأثير وصناعة الشخصيات، وإن كان العمل المباشر هو الأقوى بكل تأكيد.
4. «منبر الداعيات»: من ضمن فعالية الحملة برنامج (إيجابي الخليج)؛ لماذا كان التوجه لإبراز المشاريع الإيجابية في دول الخليج العربي فقط دون غيرها من الدول؟
لأن لدينا خطة مرحلية لعرض المشاريع، بدأنا الآن من الدائرة الأصغر، ثم لدينا خطة مستقبلية للانتشار، في العالم العربي، ثم الإسلامي، ثم العالم كلّه بإذن الله تعالى.
5. «منبر الداعيات»: هل من خطوات سيتم اتخاذها من أجل تطبيق وتنفيذ المشروع (الأكثر إيجابية) على أرض الواقع حتى لا تبقى هذه المشاريع حبيسة الأدراج؟
المشاريع قائمة فعلياً وتخدم المجتمع ولكن عرضها يهدف إلى الدفع بقوة نحو المنافسة واستنساخ التجربة.
6. «منبر الداعيات»: كيف تصفون حجم مشاركة المرأة في هذه الحملة؟
بالتأكيد كان لها دور كبير، وهناك عدد من المشاريع النسائية التي صُوِّرت في البرامج، مع وجود طاقم عمل نسائي معنا يشارك في إدارة الحملة، ولا يزال مكان المرأة شاغراً في العالم الإسلامي.
7. «منبر الداعيات»: هل بدأتم تلمَسون ثمار هذه الحملة؟ وكيف تجلّى ذلك؟
من أهم ما وجدناه، أننا أوجدنا نوعاً من الحراك لالتفات الناس نحو هذه المشاريع واهتمامهم بها، مع وجود حماس من عدد كبير من المشاركين والمتابعين لاستنساخ هذه التجارب ونشرها في جميع أنحاء المناطق، وإن كنا نطمح أن يكون هناك جهة تنظيمية تحتوي هذه المشاريع وتنظّمها وتكون مرجعاً لها، وهذا ما نحاول أن نسد ثغرته من خلال موقع (أنا إيجابي) .anaejaby.com
ختاماً نشكر الدكتور عبد العزيز الأحمد على هذا اللقاء الطيب سائلين المولى أن يصبح مفهوم الإيجابية التي من معانيها الاستجابة والمبادرة، والاندفاع والإنجاز، والأمل والجِدّ في العمل، سِمَة مجتمعاتنا، كل هذه المعاني يدفع نحوها قولُ الحق سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!