كاتب ومحلّل سياسي لبناني
إيران والخطة (ب) لإنهاء العرب: حركة إنفصالية 'غير شيعية' في السعودية
كتب بواسطة محمد سلام
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1993 مشاهدة
في التعريف:
1-عندما نقول إن إيران تريد أن تنهي العرب فهذا لا يعني أنها تريد أن تبيدهم كعرق لأنها لا تستطيع - ولو كانت تستطيع لما قصّرت - بل يعني أنها تريد مشاركتهم في إدارة أرضهم وشعوبهم. هكذا تنهيهم.
2-الخطة الإيرانية (أ) إعتمدت تصدير الثورة الخمينية إلى الشيعة العرب، لإستخدامهم منصات للدخول الإيراني إلى المنظومة السياسية العربية، كما فعلت، وتفعل، في لبنان وسوريا والعراق والسعودية واليمن والبحرين ومصر والسودان، وفلسطين، من دون أن ننسى الأردن ... ألخ
في المضمون:
الخطة الإيرانية (أ) التي بدأت مع الحرب العراقية-الإيرانية في الربع الأخير من القرن الماضي فشلت في تحقيق هدفها الذي هو مشاركة العرب في قرار إدارة أرضهم وشعوبهم. فلا هي في اليمن سادت، ولا في العراق سيطرت، ولا بالسلطة في البحرين أمسكت، ولا بنمورها السعودية إهتزت، ولا "بأهل بيتها" مصر خضعت (على الرغم مما يفعله النظام) ولا النصر في سوريا لأسدها العلوي حققت، ولا بالرئاسة المسيحية المارونية في لبنان فازت.
حروب الخطة الإيرانية (أ) في كل الدول العربية السنية مستعرة لأكثر من ربع قرن، بعضها بارد أوفاتر، حسب الظروف، كما في لبنان ومصر والسعودية والبحرين والإمارات العربية والكويت، وبعضها حار كما في العراق واليمن وسوريا ... ألخ.
إيران صارت مقتنعة بأن سبب فشل الخطة (أ) في تحقيق هدفها (مشاركة العرب في إدارة شؤون دولهم وشعوبهم) في مدة ال 25 سنة التي حددها لها الخميني وأوكل تنفيذها إلى "فيلق القدس" التابع لمؤسسة "الحرث الثوري" هو أن هذه الخطة إعتمدت على الأقليات الشيعية، ما وحّد ضدها الأكثريات السنيّة على تنوعها، حتى أنه ضرب العلاقة بين بعض قيادات الحركات الإسلامية وقواعدها السنية لأن هذه القيادات "تعاملت" مع نظام الولي الفقيه الفارسي تحت عناوين واهية "كالمقاومة" حيناً "والوحدة الإسلامية" أحياناً.
وبعد إنتقال ثورات الشرائح العربية والإثنية (الأحواز وكردستان) إلى الداخل الإيراني صار نظام الولي الفقيه ملزما بحسم إنتصاره الخارجي قبل أن تتوسع بؤر الثورات الداخلية، خصوصاً أن إيران غير موحدة عرقياً أو دينياً-مذهبيا، وتعج بجذور التناحر التاريخية بين مكوناتها التي يجمع بينها قاسم مشترك هو العداء للفرس، ما يهدد بتمزيق النسيج الداخلي لدولة الولي الفارسي.
لتصحيح "الخطأ" الذي وقعت فيه الخطة (أ)، ولتحقيق "النصر" على العرب، لم يعد أمام "مجلس حكماء فارس" من خيار سوى قلب معادلة الخطة (أ) بحيث تحارب فارس العرب بأكثرياتهم لا بأقلياتهم ما يعجّل في تشتيتهم وتمزيقهم "ويُنضج ظروف قبولهم بمشاركة إيران في إدارة شؤون دولهم وشعوبهم."
رمت أمبراطورية الولي الفارسي ورقة الأقليات في سلة المهملات، وراحت تبحث في بطون تاريخ العرب السنّة عن جذور نزاعات، دفنها النظام العربي، وتسعى إيران لإخراجها من قبورها وإشعال نارها.
لذك، لم يعد من المجدي النظر إلى المنطقة الشرقية-الشيعية كمصدر للخطر الفارسي على السعودية، مثلا، ولا للطائفة العلوية كحليف قادر على تحقيق النصر الفارسي في سوريا، ولا للطائفة الشيعية كحطب لإبقاء مواقد النصر الفارسية واعدة في لبنان ... ألخ.
صار لزاماً على إيران أن تحفر في قبور النزاعات العربية-العربية، والسنيّة-السنيّة، في قلب كل دولة عربية كي تستخرج منها بذور حركات إنفصالية تمزق السيادات العربية على الأرض العربية.
لذك يبحث "حكماء فارس" في رمال صحراء نجد عن نزاعات دفنت قبل 100 عام إنتهت بهزيمة عشائر سنية وتوحيد الجزيرة تحت العلم السعودي، في محاولة لإخراج هذه الجثث من قبورها وإضرام نار الثأر فيها ودعمها لتمزيق المملكة ومعها بقية الدول العربية.
وترى فارس أنه بإعادة إضرام نار الصراع الثأري بين العشائر والأنظمة يمكنها تمديد خارطة حرب أهلية مفترضة إلى سائر أرجاء الدول العربية الحاضنة لهذه العشائر وصولاً إلى ... لبنان.
هذا ما يخطط له مجلس "خبثاء فارس" فهل يجد على الأرض من يتجاوب معه؟؟؟
على هذه الخلفية الخبيثة يُقرأ تهديد أمين "مجمع تشخيص مصلحة النظام" في إيران محسن رضائي، للأسرة الحاكمة في السعودية إذ كتب على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها "انستغرام" ما يلي:
"رسالتنا إلى آل سعود هي أننا لا نغضب سريعا لكننا لو غضبنا فسوف لن نبقي لآل سعود أثرا على وجه الأرض"، وفق ما ذكرته وكالة "فارس" الإيرانية.
وإتهم رضائي رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل الذي شارك في مؤتمر "مجاهي خلق" الأخير في باريس بأنه طلب من الجماعة ليسارية ومن عرب الأحواز والأكراد الإيرانيين "البدء بعمليات الاغتيال في إيران".
ماذا يعني رضائي بقوله " لو غضبنا فسوف لن نبقي لآل سعود أثرا على وجه الأرض"؟؟؟؟؟
-كيف لن تُبقي فارس "أثراً لآل سعود على وجه الأرض" ؟؟؟؟
-بشيعة المنطقة الشرقية الذين إذا ثاروا على النظام يمكن إنهاؤهم بأقل من نصف يوم!!!!
-أم بإعلان حرب إيرانية عسكرية شاملة على الدولة العربية السعودية ما يلزم كل الدول العربية والسنية في العالم بالتصدي لها!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-أم بحرب أهلية عربية سنية-عربية سنيّة في المملكة يمكن أن تتوسع لتمزق كل العرب السنّة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
متى يمكن أن يبدأ تنفيذ الخطة الإيرانية (ب)؟؟؟؟
في "فترة حج"، أي فترة حج، عندما تعتقد إيران أن المملكة تكون "غارقة أمنياً حتى أذنيها" في الحفاظ على أمن الحجيج في مكة والمدينة ورصد الشيعة في المنطقة الشرقية، ما يتيح إشعال حالة إنفصالية غير شيعية في منطقة "عربية-سنيّة " تعتقد إيران أنها بعيدة عن الضوء الأمني في المملكة، وقريبة من المحرم الديني الذي يوحدها.
على هذه الخلفية يقرأ التفجير الذي إستهدف الحرم النبوي الشريف مؤخراً .......
وعلى هذه الخلفية يقرأ الإنتقاد البريطاني-الألماني الخبيث في صحيفة إندبندنت لولي ولي العهد السعودي.
لذلك، صار لزاماً الحذر الشديد من "خونة الأكثريات السنية الفاسدة أو الغافلة" بدلاً من الخوف من الأقليات ... الشيعية ... ومتفرعاتها.
... سقط الشيعة من جردة فارس لمكونات النزاع مع العرب
المصدر : Lebanon360
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة