شرف الإنتماء
تحت وطأة نَزَعات النفس تضيع الهوية الإنسانية، وتَبلى الحلية الفطرية القشيبة التي وهبها الله تعالى للإنسان تكريماً له في قوله جلَّ وعلا: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسلامَ دِينًا)، ويغدو السَمَل البالي دِيناً غائصاً في النفس، وتشريعاً يُحَلِّل ويُحَرِّم..
هي سُنّة ابتلاء الهوية والانتماء، يَخْلُص الممتحَن منها إلى إحدى طائفتين؛ الأولى تَدين للإسلام، وتعلن هوية العبودية لله تعالى، وتتفيّأُ ظلال هذه الآية: (الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ).
والأخرى تَدين للشيطان، وتأتمر بأوامره، فيحق عليها العذاب: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
ولا غرابة بعدئذ إذا رأيت مَن يَدين بعبودية إنسان أو حيوان أو صنم أو عشيرة أو حزب... إنما هو السقوط في الامتحان.
وما 'السياسة' بمفهومها اليوم _ والتي ما ولجت إلى شيء إلا أفسدته، وما وردت على قوم إلا عكّرت مودتهم _إلا الدِّين الذي يُبتغَى غيرَ الإسلام..
فيُقدِّم أهلُها _اللاهثون وراء المنصب والجاه والدنيا _ الحزب أو التنظيم أو الجماعة على الدِّين الذي رضيه الله تعالى للناس، وسبب هذا التقديم هوى النفس وتغلُّبُ الشهوات..
وليت شعري، ما تنفع السياسة في فتنة 'منكَر ونَكير'.. وهل سترافق أصحابها لتنافح عنهم بين يدي الواحد الديّان...!!
إن الانتماء الذي يعيش الإنسان في نعيمه ليس انتماء الحزب؛ الذي يزعُم أنصاره أنهم عُبّاد الوطنية والوطن، فيتبجحون بقول القائل: (الدين لله والوطن للجميع).
وما عادى الأوطانَ وخانها وباعها إلا هؤلاء...
ولا انتماء القوم والعشيرة الذي قال فيه رسول الله [: «أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ» (رواه مسلم).
بل الانتماء وشرفه، والهوية والقضية: هي الإسلام الحنيف، الذي إنْ عشتَ تحت هذه المظلة: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ). انسكبَ في قلبك سعادة الدارين.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة