ناشط إسلامي في الحقل الشبابي، متخصِّص في الهندسة الميكانيكية | لبنان
المؤمن واضح
أيها المؤمن في طريقك إلى الجنة لا بدَّ أن تكون واضحاً في أسلوب عبادتك لله مع نفسك ومع الناس الذين تخالطهم مِن حولك وأنت على الطريق... وإذا تخيلنا هالة من الضباب من حولك فسوف تكشف سريعاً وتتعثر من كثرة الالتفات، ونعتذر منك لأنك لن تصل، ولا يتعثر إلا المراؤون... عن ماذا أتكلم وكيف يمكن أن لا أكون واضحاً ؟؟ ننتقل للسيرة:
حذيفة بن اليمان مثال الداعية الواعي الحَذِق المتخصص في فهم وعلم الهندسة البشرية، فكان يكشف المنافقين، وكان يقول: "إياكم وخشوع النفاق"، فقيل له: «وما خشوع النفاق؟»، فقال بذكاء وحنكة: «أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع».
لذلك إن التربية الإيمانية التي أطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقّفها وفهمها الصحابة، هي الوضوح في الإيمان وعدم الاختباء والتواري، ومن أبرز المعاني التي قالها ابن الأعرابي عندما سأله ابن العباس عن تفسير آية (وقد خاب من دساها) فقال: «دسّ نفسه مع الصالحين وليس منهم، وأخفى نفسه منهم، ويرى الناس أنه منهم ومنطو معهم جسدياً ولكن قلبياً تلعب به الأهواء»... يجب عليك أن تكون واضحاً في إيمانك، في انتمائك، ربما تستخفي من الناس ولكنك لا تستطيع الكذب على الله بادِّعاء لست من أهله... لأنَّ الطريق لن تكون واضحة، وسوف تتعثر وتسقط، وربما لن تصل وتضل الطريق، أعاذنا الله من الضلال ورزقنا الوضوح...
لا تنسَ دورك أيها الداعية في الأخذ على المندسّين ونصحهم، لأن الاختباء هو خطر يهدد سلامتهم وربما يحرمهم الجنة، كن بطلاً وكن ذا عين مبصرة لماحة ترى الحق وتكشف الاختباء، لكي تساعد في إزالة الغباشة عن زجاج السيارة لكي يصير الطريق واضحاً... وتذكر ربما رجل لا يملك فكراً ولا علماً ولا جاهاً ولا منصباً، ولكنه مؤمن واضح، هو أحبّ عند الله من كثير رجال ببدلات!! أصحاب شهادات، يبكون في الصفوف الأولى وهم ظالمون... صار شعارهم نافق أنت الرابح!! دمتم في وضوح.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة