دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
عرس بين المشيعين
يعيش المرء بين فرح وحزن... ومَن سرَّه زمن ساءته أزمان... لكن الفرح لا يكتمل عنده إلَّا إذا شاركه الآخرون... لذلك يقيم حفلة زفاف في صالة أو مطعم... تكلِّفه آلاف الدولارات... ولعلها ديون مستقرضة ليَفرح ويُفرح...
حتى في الجنة فدخولها زُمَراً وجماعات.. ليكتمل الفرح... وحين يأخذ الموفَّق كتابه بيمينه... يكون أول ردَّة فعله أن يعلن فرحته للجماهير: (هاؤم اقرأوا كتابيه).
لكنَّه لا يجد مكاناً للفرح ولا مكانة إن مات أبوه أو أخوه أو ابنه أو حموه، ويؤخِّر زفافه أو يجريه بصمت، لأنَّ الفرح والحزن لا يجتمعان...
ولكم أن تتصوروا رجلاً ذهب المشيِّعون لدفن أخيه... بينما هو على المنصَّة يحتفل بعرسه؟!
مثل هذا الإنسان يكون عديم الحسِّ والوجدان، ويكرهه الأهل والخلَّان، ويصبح حديث الناس في كل مكان..
وبما أن الإسلام أرسى الأخوة الإسلامية فوق الأخوة الجسمانية؛ فإن المسلمين كلهم أسرة واحدة.. بل فوق ذلك هُم جسد واحد.. يتألَّم كله لألم بعضه...
وعليه:
فهل يليق أن يُقيم الهاربون من بطش أنظمتهم القاتلة أعراساً ملأى بالموسيقى والرقص والعري والفجور، وهم لا يخلو أحدهم من أن يكون النظام قتل أخاه أو أباه، أو قريباً له وحبيباً.... ؟؟!
ثم هؤلاء الثوار، هل خلقهم الله للجهاد؟!! وخلق هؤلاء المعرِّسين للفرح والفساد!!!؟؟
ألا يكفي خذلاناً لهؤلاء المجاهدين قعودُ كثير من المسلمين عن نصرتهم ومعونتهم؟؟ ثم يزيد هؤلاء القاعدون ضِغْثاً على إبَّالة، فيقيمون أفراحهم كمن يشرب خمرة لينسى مصيبته وبلواه، فلا تزيده إلَّا رهقاً.....؟!!
في بعض أعراس المسلمين وخاصة في بلاد النكبات مصيبتان كبيرتان:
- غضب الله بانتهاك محارمه...
- تجاهل قضية الشعب الذي تسحق أجساده بتواطؤ عالمي، بينما يرقص بعض شبابه في أعراس، غير آبهٍ بكرامته ووطنه... فيكون كمن يعتلي منصَّة عرسه، بينما يقوم المشيِّعون بدفن أخيه...
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة