طبيبة مِخْبرية، حفيدة العالِم المجاهد الشيخ عزّ الدين القسّام رحمه اللَّه | لبنان
من الذاكرة وفاءً للراحلة سحر المصري رحمها الله
وتمرُّ ساعات بضجيجها وبِروتينها، تتخلَّلها دقائق من الاسترخاء أقضيها بحوار أو تصفُّح لصفحات التواصل الاجتماعي، ويرنُّ جرس الهاتف في مكتبي ليخترق زحمة الأفكار وتراكم الأوراق، وأرفع السماعة، لأجد صوتاً عذباً ينساب في أذني، ليتغلغل في شغاف قلبي... السلام عليكم، فأردُّ بحرارة وحُبٍّ: وعليكم السلام، مشتاقون؟ لتردَّ بردِّها المُعتاد الذي طالما أخذني إلى عالَمٍ غير عالَمنا، إلى عالَم نُوراني أزلي يوقظني من غفلة الدنيا به. هذا الردُّ الذي لا أسمعه إلَّا منها، إلَّا منها، إلَّا من (سحر) حبيبة القلب ومهجة الرُّوح، عندما تصدح به من أعماق كيانها: تشتاق لكِ الجِنان، يا الله، هي دعوة، تترنم عليها ذرَّاتي، وتتمايل عليها أوراق ذاتي، وتسمو بها تفاصيل حياتي، وتتألق معها أفكاري،وبعد هذه الدعوة ينساب من لسانها الطاهر؛ طلب يشُوبه التردُّد والخوف من الرفض، وكان يتضمن أن أكتب في مجلة منبر الداعيات، وبالفعل تفاجأت وتردَّدت، لأنه لم يكن لي سابق تجربة، ولكنها كعادتها، بحماستها وتفاؤلها وتشجيعها،أكدت لي أنني قادرة على ذلك، لأجد نفسي أسارع وألبِّي طلبها، وبالفعل بدأت أُترجم ما في داخلي من تجارب عاركتها في حياتي إلى مقالات أنثر عبيرها في رحاب هذه المجلة الغرَّاء، والتي كانت القاعدة التي أسست لإشراقات ليشرق القلم من جديد بعنوان جديد:
(علَّمني ربِّي)، وأحببتُ أن تكون البداية بعنوان الوفاء، لأهل الوفاء، لأختي وحبيبة قلبي لصاحبة اليد البيضاء التي دفعت بي وأرشدتني لأستخدم اليراع سلاحاً أواجه به الأزمات تارة، وتارة أخرى نبراساً نهتدي به لطريق الحقِّ.
لم ولن أنسى صوتك الدافئ الحنون الذي طالما رفعني لعالَم الوعي والمعرفة لأخترق حُجُب التردُّد،
لم ولن أنسى يا سحر،دعوتك لي ولغيري، أن تشتاق لنا الجِنان،
هذه الجنان التي اشتاقت إليكِ قبل أن تشتاق إليَّ وإلى من معي، وأسأل الله تعالى وفاء لكِ ولأخوَّتنا ومحبَّتنا فيه، أن يجمعني بك قريباً في جِنان الخُلد، على سُرُرٍ مُتقابِلين.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة