أديبة وكاتبة | المدينة المنورة
الله أكبر ولله الحمد
كان ابني صغيراً لم يبلغ الثالثة من عمره، وكانت إحدى الحكايات التي رويتها له حكايته هو في العيد، وكيف أنه صحا من نومه ولبس الجديد وكبَّر للعيد وصلَّى مع والده، وعندما جاء العيد كان في غاية الحماس والنشاط والسرور، وبقيتُ فترةً طويلة أروي له حكاية: (صهيب في العيد!).
تذكرت هذه القصة وأنا أكتب عن الحياة، وهل في الحياة أجمل من العيد؟
يأتينا العيد في وقت معلوم وتاريخ حدده الله، في وقت نحتاج فيه إلى التغيير والتجديد، إلى التسامح والتصالح مع الأرحام والأهل والأصدقاء.
يأتينا جميلاً بكل تفاصيله، فما أحلى التكبير: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"... الله أكبر وأعظم، الله معنا سندنا وحسبنا ووكيلنا، نشعر بمعيَّته فلا نحزن ولا نخاف، ونتعلق بالله والآخرة، فتهون الدنيا علينا.
ونرتدي الجميل والجديد من الثياب، فتطيب خواطرنا، ونزداد حمداً لله على هِباته لنا.
ونصلي وننصت للخطبة حيث الأجر العظيم، ويلتقي الأحبة ومن لانراهم إلا في هذه المناسبة كل عام، والأطفال ينشرون البهجة في المكان والزمان.
وتُطرِب آذانَنا كلماتُ التهنئة اللطيفة الرقيقة التي تزيل مافي الصدور من حسد وشحناء، وفي الأضحية أجور وإحساس بالفقير والمحروم، وتذكير بالجار والقريب.
ويمضي العيد وتظل ذكراه الجميلة : السعادة والأهل والحلوى والأُنس والحسنات، فأي حياة!
هما عيدان، ولا تحتاج الفطرة إلى أكثر منهما، واختراعات الأعياد الكثيرة الأخرى ما هي إلا تقليد دون وعي ودون عقل، ورأي الشرع فيها واضح ومعروف.
وإن كنا لا بُدَّ فاعلين، فلتكن لنا مناسباتنا التي نحتفل فيها مع أبنائنا وأزواجنا وآبائنا لنجاح الأبناء، أو من أجل إنجاز مُهمٍّ قام به أحدهم، فندعم بذلك سلوكاً جيداً، ونجعل لدينا البديل الأصيل دون أن نكون إمَّعات، ونقدِّر أحبابنا، ونَسعَد ونُسعِد من حولنا بما يرضي ربنا.
لنا إخوة في الدين يسمعون أن عيداً قادماً وعيداً رحل، ولم تسمح لهم ظروف الحرب واللجوء والجوع والموت أن يشعروا به، ووالله إن العيد الذي لا فرحَ فيه ليس عيداً، إننا نشعر بالذنب لأننا ننام ونأكل ونأمن وأنتم محرومون من كل ذلك، فمعذرة منكم ومعذرة إلى ربنا، لا نملك إلا أن ندعو لكم و نتذكركم ونساهم من مال الله وحقكم فيه، فسامحونا أحبتنا، وكبِّروا فالله أكبر منهم ومن ظلمهم، وستهنِّئون بعضكم ونهنِّئكم قريباً بالنصر والعيد. ومهما تكن الحياة في العيد، فإنه عيد زائل مع دنيانا، وإنما السعادة الأبدية والعيد الخالد في الجنة.
اللهم إنا نسألك نصراً وعزة وعيداً وجنَّة لأهلنا.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة