ناشط إسلامي في الحقل الشبابي، متخصِّص في الهندسة الميكانيكية | لبنان
العلم الشرعي... والمعركة القادمة
عبارة صغيرة يجب أن تكون ديدن المسلمين وديدن العاملين والدعاة إلى الله وهي: (من فارق الدليل ضلَّ السبيل). عبارة في منتهى الوضوح تحاكي حال الأمة، وصل بها الأمر إلى التكلم عن رب العزة وإلى التكلم عن النبي [ بأكاذيب وأباطيل وتدليس، لكي تخدم به معتقداً فاسداً، وسبيلاً لم يعرفه صحابة ولا تابعين ولا أصحاب المذاهب الأربعة! وصدق فيهم حديث عبد الله بن مسعود حين قال: «خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ[ يَوْمًا خَطًّا، وَخَطَّ عَنْ يَمِينِهِ خَطًّا، وَخَطَّ عَنْ يَسَارِهِ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ»، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا فَقَالَ: «هَذِهِ سُبُلٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» رواه أحمد، وَقَرَأَ(وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) فكذلك النبوة واضحة في إرشاداتها وتعابيرها، وهو صراط واحد مستقيم، لا سبل متفرقة تائهة!
فحال الأمة واضح في أنها لا تقوى على البحث عن الدليل، لأنها أساساً فاقدة للأسلوب الذي يقودها إلى العلم والبحث عن الدليل، وتضع له مئات العراقيل، وتصدق كل الأقاويل... بعكس ما تمَّ توصيته لنا بطلب الدليل والتوضيح، وما كان خارج خط السنة قذفنا به عرض الحائط، وما وافقها أخذناه وعملنا به. والخطر العظيم حين يكون الأمر في العقيدة.
فما العمل إذن؟ هو مَلْءُ الأسماع بعبارات: قال الشافعي، وقال مالك، ورجَّح النووي، وصحّح الحافظ ابن حجر... وهكذا يجب أن يكون نمط الداعية إلى الله أينما توجَّه، لأن الناس يحتاجونه في أقوى معركة يخوضها في الدفاع عن الإسلام وهي معركة تثبيت عقائد الناس وعدم تزيينها بأباطيل وشبهات... ولا تستطيع الدفاع إن لم تتحصَّل على العلم الشرعي بالدليل والنقل والآيات والأحاديث الصحيحة المبيِّنات.
فإن كنت صاحب اختصاص والناس تأخذ منك... فهنا أصبح تعلُّم العلم الشرعي وتعلُّم الدليل واجباً عليك، لأنك في موقع المسؤولية والصدارة والناس تنظر ما تفعل.
لطالما صُدِّعت رؤوسنا بكمية الحماسة التي يطلقها الدعاة يمنة ويسرة، وإن لم يكن لهذه الحماسة مفرغ لها في الاستعداد للمعركة بالهجوم على تعلُّم العلم الشرعي للمواجهة، فنكون مثل الذي ذهب بنفسه إلى المعركة بلا سلاح!!!
الأمر خطير وبدأت بعض بوادره على شكل نبش في قبور الفتن السابقة من حياة الأمة، وأدَّت إلى تفسيق وتبديع وتكفير وضياع وتشتت للأمة أكثر من السابق، وأضلَّ خلقاً كثيراً من العباد وساروا بغير هدى... أعدَّ نفسك بسلاح العلم الشرعي،
فالأمر خطير وليس سطحياً... وهذه وصيتي إليك...
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن