كاتبة، وباحثة فى مجال التعليم باللعب.
التعليم باللعب.. مستوى جديد للتعليم
ماذا لو كان بإمكاننا فعل كل شيء بشغف وحب؟ ماذا لو قضينا كل حياتنا نجرب ونستمتع بالفشل كما نستمتع بالنجاح؟ ماذا لو استطعنا تحويل حياتنا من روتين ممل إلى حياة مليئة بالمتعة والإثارة والمفاجأت؟
ماذا لو جعلنا حياتنا مثيرة وممتعة كلعبتنا المفضلة؟
ما الذي يجلب كل هذه السعادة في الألعاب؟
إنه إحساس الإنجاز النابع من المراحل التي تتقدم فيها مرحلة تلو الأخرى، القواعد الواضحة سهلة التطبيق، كم نقطة ستوصلك إلى أي مكان لتفعل ماذا؟!، في اللعبة أنت القائد الذي سينقذ العالم من الأشرار ولكن في الحياة أنت مجرد شخص من بين عدة مليارات على سطح الكوكب، في اللعبة أنت تقوم بشيء بسيط فتحصل على مقابل فوري ولكن في الحياة أنت غالبا لا تلاحظ ولا تنتبه للنعم التي تأتيك يوميا، في الحياه أنت تفشل فتبتئس وتشعر بأنها نهاية العالم، أما في اللعبة حينما تفشل تحصل على فرصة أخرى وتشتعل حماسًا لتجرب طريقة مختلفة، لماذا؟
ببساطة لأنك تشعر أنك تُحدث فارقا!
رائع ولكن ما علاقة كل هذا بتغيير نظام التعليم؟
بعد ملاحظة التأثير الكبير للألعاب على خيال اللاعبين وسلوكياتهم ونجاحها في الاستحواذ على معظم أوقاتهم، وتأثيرها الواسع على حالتهم النفسية، جاءت فكرة استغلال ذلك النجاح الباهر الذي حققته صناعة الألعاب حول العالم في تطوير أو تحسين مجالات أخرى.
قام الباحثون بدراسة الآليات والتقنيات التي يستخدمها مصممو الألعاب لاستخدامها خارج نطاق الألعاب، في أنشطة الحياة الحقيقية التي تتطلب عملًا دائمًا وتركيزًا كبيرًا، ومن أكثر الأنشطة التي رُبطت بهذه التقنيات هو مجال التعليم.
لماذا التعليم؟
جعل المتعِلم طرفًا فاعلًا في العملية التعليمية يربطه بشكل مباشر باستخدام ما تعلمه في الحياة الواقعية وهو الهدف الأساسي من عملية التعليم.
مجرد وضع المتعِلم في لعبة يجعل منه بطل الحكاية بدلًا من مجرد طالب متلق يمنحه ذلك حافزًا كافيًا ليتخطى أى صعوبة متوقعة في عمليه التعلم، حيث إن عملية اللعب في عمقها هي عملية خلق أبطال، لا أحد سيهتم أن يُحيط المتعلم بكل تفاصيل هذا الموضوع أو ذاك، ولكن إن كان فهم وتطبيق ذلك المحتوى مرتبط بإنقاذ حياة سكان الدولة التي يترأسها إن كانت حياة أحد مواطنيك على المحك، ففي هذه الحالة، إعطاء كل ذرة من انتباهك لكل التفاصيل هي الخيار المنطقي الوحيد، وهذا ما يحدث في لعبة السلام العالمي.
فكرة مبتكرة لتدريس العلوم السياسية!
ليس الأطفال فقط وإنما الكبار أيضا!
والآن بعد رؤيتك لهذه التجارب..
هل ما زلت مترددًا في اختيار التعليم باللعب لاعتباره أسلوبًا مختلفًا في تجربتك التعليمية؟
المصدر : ساسة بوست
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن