دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
ورقصْنا كما رقصَ الأجداد!! - هولوكوست حلب -
تتشابه كثيراً أحداث التاريخ، وإذا حلَّ مرض في جسد فتجاهَلَه صاحبُه؛ فإنه سيشتدّ.. ونوائب التاريخ صار جديدُها يُنسِي قديمَها..
كثيراً ما كانت ذكرى نكبة فلسطين تثير في أذهاننا تساؤلات؛ عما كان يفعله الآباء والأجداد يومها...
كيف سمح ملايين العرب والمسلمين لآلافٍ معدودة أن يأخذوا منهم الأرض المباركة؟!!
ألم يكن بوسع الأجداد أن يهبُّوا باتجاه فلسطين، ليطردوا منها شُذَّاذ الآفاق؟!!
وحين يحدثك عجوز من بلدي عن تلك السنة (1948م) تنظر إليه بازدراء، ملقياً بمسؤولية احتلال فلسطين عليه وعلى أترابه...
اليوم نعيش واقعةً أقسى وجريمةً أدهى... وهي تواطؤ العالم على الشعب السوري وثورته المباركة...
وتشكِّل هولوكوست حلب فصلاً لا مثيل له في التاريخ المعاصر...
تتلفت في المسلمين اليوم، فلا تجد أيَّ تضامن فعليّ مع شهباء سوريا وفيحائها و... و...
الأعراس قائمة... وقاعات الأفراح ملأى...
المطاعم مشغولة عن آخرها...
الحدائق مزدحمة بالمتنزهين...
الشاليهات تعج بالمصطافين...
حتى مكة مُلئت بالحجيج الذين سارعوا لأداء فرضٍ متراخٍ، وأهملوا فرضاً فوريّاً...
بل أبناء حلب نفسها الذين غادروها تركوا فيها _ فيما تركوا _ نخوة معتصميَّة، وهبَّة رجولية، وعزمة بطولية، وانغمسوا في حفلاتهم ومسابحهم وأعراسهم وملاهيهم..
مصيبتنا أعظم مما فعل الأجداد...
لم يكن عندهم إعلام ولا تلفاز ولا صور، ولعلهم لم يعلموا باحتلال فلسطين إلا بعد حصوله بشهر... أما نحن فنعيش لحظة الحدث... ونرى خروج أرواح الأولاد...
وليس الخبر كالمعاين...
وجدتُ الجواب عن سؤالي: ماذا كان يفعل الأجداد عندما احتل الصهاينة فلسطين...؟
لقد كانوا يفعلون كما نفعل نحن عندما يَهْدِم المجرمون سوريا ويقتلون شعبها.
كان الأجداد يرقصون ويغنون ؟
ونحن رقصنا ونرقص على وقع صواريخ؛ لم يعرفها التاريخ، ونتمايل على لحن الموت الذي تزرعه قنابل تنوء بحملها الطائرات...
(وما حدا أحسن من حدا)!
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة