لا فرق بين جرائم النظام الصفوي الطائفي الإيراني وميليشياته في حق الأمة وشعوبها في العراق وسوريا، وتعاونه مع المحتل الأمريكي ثم الروسي لاحتلال كلا البلدين، وجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني واحتلاله فلسطين، وإذا كان هناك عذر لحماس والجهاد الإسلامي للتعاون مع نظام الأسد المجرم وإيران قبل ثورة الشعب السوري، فليس لهما عذر بعد الثورة وقتل الملايين من السوريين وتهجيرهم، ولا فرق بين حرمة الدم الفلسطيني والدم السوري، ولا يمكن لحركة جهاد في سبيل الله -كحماس والجهاد الإسلامي- وحركة تحرر من الاحتلال والظلم أن تقف مع نظام مجرم ظالم قاتل للأطفال والنساء تحت أي مبرر؛ كما قال تعالى: ﴿ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾، ﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان﴾، وكما لا يقبل الشعب الفلسطيني والأمة كلها التحالف مع الكيان الصهيوني تحت أي ذريعة، لا يقبل كذلك الشعب السوري والأمة معه التحالف مع نظام بشار والنظام الصفوي في طهران تحت أي ذريعة، ولا ينبغي أن يكون جزاء الشعب السوري الذي احتضن المقاومة الفلسطينية عقودا طويلة أن تتخلى عنه هذه المقاومة لصالح نظام طاغوتي إجرامي طائفي ما كان له ليقف معها سابقا إلا لمعرفته بأهمية قضية فلسطين عند الشعب السوري نفسه!
وكما تواجه غزة وحماس والجهاد الإسلامي الحصار، يواجه الشعب السوري كذلك حصارا دوليا أشد، وليس للشعبين وفصائلهما المجاهدة إلا التعاون فيما بينهما، والاستعانة بالله وحده، ثم بالأمة وشعوبها، فالمعركة طويلة، ولله سنن كونية قدرية وأحكام شرعية لا يتحقق النصر إلا بها، ومن أعرض عنها وجد عاقبة الإعراض هزيمة وضعفا؛ كما قال تعالى: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾!
وفي الحديث: (إذا رأت أمتي الظالم ولم تأخذ على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده)، فكيف بمن يقف معه ويداهنه ويثني عليه!
ومن خذل مسلما مظلوما وهو قادر على نصرته خذله الله في موطن يحب نصرته فيه!
وأما من لا يرى أصلا ظلم بشار وطغيانه وفساده في الأرض!
ولا يرى طغيان إيران وميليشياتها وتحالفها مع الحملة الصليبية في العراق ثم في سوريا!
بل ويتوهم منهما نصرا للأمة ودينها وتحرير أرضها!
فلم يعرف بعد هدى الله وسننه وصراطه المستقيم؛ وهو أحوج لمعرفة حقيقة الإيمان والإسلام -وما يضادهما من الكفر والطغيان، ولمعرفة العدل من الظلم، والحق من الباطل، ومعرفة أولياء الرحمن من أولياء الشيطان- أشد من حاجته إلى الجهاد في سبيل الله!
وقد قال تعالى: ﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان﴾، فمن لم يكن معه من الإيمان بالله والعلم بكتابه ما يعرف به حال بشار ونظامه وطغيانه وظلمه وإجرامه، وحال من يقاتل معه من الروس الملحدين والصفويين المجرمين، وحال السوريين المؤمنين المظلومين المستضعفين المحاصرين؛ فقد طمس الله على قلبه وأعمى بصيرته لتوليه الظالمين؛ كما قال تعالى: ﴿وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون﴾، ﴿وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين﴾!
ومن قرأ تاريخ الإسلام وأمته وتاريخ القدس والمسجد الأقصى علم يقينا أن شرف تحريره لا يكون أبدا إلا على سنن عمر الفاروق وصلاح الدين، ومن رام طريقا غير طريقهما في تحريره فقد رام محالا؛ كما قال تعالى: ﴿ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون﴾، والأرض هنا تعم بيت المقدس وفلسطين؛ فلا يرثها ويدوم فيها إلا الصالحون، وهو ما تحقق على يد عمر وصلاح الدين، أما غير الصالحين فلا يرثونها ولا يدومون حتى وإن احتلوها مؤقتا!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن