طالب ثانوي مهتم بشؤون المسلمين | لبنان
حقوق المرأة
شغلت قضيةُ "حقوق المرأة" بالَ سُكَّان الشرق الإسلاميِّ بعد الدِّعاية الإعلامية الأوروبية الواسعة التي روَّجت لهذا الفكر المزيَّف، فأصبح دأب العديد من نساء المسلمين الاقتداء بالمرأة الغربية؛ التي صوَّرها الإعلام الفاجر على أنها تتمتَّع بكامل حرّيّتها، وظهرت مطالبات البعض في "المساواة" التامة في كل شيء بين الرجال والنساء.
فكان لا بُدَّ من كشف الستار وتبيان وضع المرأة الحقيقيِّ في أوروبا، فالمرأة في أوروبا تعاني "مأساة" رهيبة في معيشتها... فقد كشفت تقارير عديدة أن نسبة الاغتصاب في أوروبا هي الأعلى بين دول العالم، وأن نسبة العنف اللفظي والجسدي ضد المرأة مرتفع بشكل مرعب، ولكنَّ المرأة الأوروبية لا تملك جرأة على رفع قضية شرعية في المحكمة ضد مغتصبها أو معنِّفها خشية القتل! أو لأنها متيقنة بأنها لن تحصل على حقوقها في المحكمة!!
وإليكم هذا الخبر الصاعق الذي نشرته "جريدة القدس":"نصف دول الاتحاد الأوروبي لم تصادق على اتفاقية ضد العنف بحق المرأة"!!
ولو استطلعنا تاريخ المرأة في أوروبا لوجدنا العجب العُجاب!!
فقد ظلَّ فلاسفة الأوروبيين في جدال عميق في أمرها، فهل هي روح أم ليس لها روح؟! وهل روحها إنسانية أم حيوانية؟! وظلَّ وضعها هكذا حتى جاءت الثورة الصناعية؛ فقلبت وضع المرأة، وحطَّمت كيان الأُسرة ومزَّقتها، وعملت على تشغيل المرأة، وفرضت عليها العمل في المصانع... أي استُعملت المرأة الأوروبية من أجل الرِّبح والعمل والمادة!! وهكذا هي أوروبا دائماً تحتقر قيمة الإنسان وكرامته دون الاكتراث بحياته، بل بمصير البشرية!
أما المرأة الأوروبية اليوم، فدَورها مختلف تماماً... فقد لاحظ الغرب أن نجاح المجتمعات الشرقية في الصمود أمام حروبه العسكرية العدوانية يعود إلى تماسك هذه المجتمعات بفعل تماسك الأُسرة القوي المتين؛ والذي سهَّل عملية الحفاظ على المنظومة القيمية والهوية الثقافية الخاصة بالمجتمعات الشرقية دون الخضوع التام لمنظومات الغرب وقِيَمه، فكان لا بُدَّ من تفكيك المجتمع، وهذا لا يحصل إلا بتفكيك الأُسر وتدميرها... وتفكيك الأُسرة لا يحصل إلا عبر "الأمّ" أي الأنثى!
فمن هنا جاء اهتمام النظام العالمي الجديد بقضايا المرأة وتشديده عليها. وقد ركَّز النظام العالمي الجديد على تأكيد ذكورية المجتمع، وضرورة وضع نهاية للمجتمعات الذكورية الأبوية!! فبدأ الصراع الحتمي بين الذَّكر والأنثى، وتبدأ معه عملية التفكيك، وتولد في نفس المرأة الحيرة والقلق والغضب والعصبية، فتبحث عن تعريف جديد لها بحيث تُكوِّن هويَّتها، ويكون دَورها خارج إطار الأسرة تماماً، فقد يكون في مكان العمل، في الجامعة، أو حتى في مكان السَّكن... لكنَّه بالضرورة خارج الأُسرة.
وهكذا تبيَّن دور المرأة الأوروبية في النظام العالمي الحديث، وتبيَّن خطر مشروع النظام العالمي الحديث الهادف إلى تدمير مجتمعاتنا عبر تفكيك أُسرنا، وكل هذا لا يتم إلَّا بإفساد المرأة الشرقية وحبسها في سجون الحيرة والقلق والضياع...
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة