الحق بيّن والباطل بيّن
يحاول المضللون أتباع السلطة الخانقة والعصابات المجرمة أن يضللونا بطرح جدلية الحق والباطل، يخلطون الأوراق تبريرا لاصطفافهم غير الأخلاقي مع السلطات القاهرة المستبدة.
في سوريا، ومنذ انطلاق غضبة السوريين أو بعضهم أو فرد منهم، ضد قهر امتد لأكثر من 4 عقود، خرج المضللون ممن امتهنوا ثقافة الاستعباد وعلى مدار 6 سنوات، يبررون قهر السلطة لمن انتفض من السوريين، وأدخلنا هؤلاء في جدلية الحق والباطل، دون أن يفكروا بالعودة إلى المربع الأول والعنوان الأخلاقي الأول، وهو حق الشعب او بعضه أو فرد واحد منه، في التمرد على عصابة مجرمة لا تستند إلى أية شرعية، فالوالد مجرم قاتل اغتصب السلطة، والابن قاتل مجرم استلم السلطة بغير وجه حق على الإطلاق، الأمر الذي يجعل التمرد لأي فرد في الشعب السوري، عملا بطوليا يجب أن يخلد، فالمتمرد على منظومة متكاملة من القتل والاغتصاب هو ثائر قتل الخوف الذي عملت عصابة الإجرام الأسدية على زرعه في قلوب السوريين لعقود.
هذه العينات البشرية المدافعة عن حق المجرم في مواصلة إجرامه لعقود أخرى تحت مبررات منع الفوضى، سقطت في امتحان الأخلاق وجعلت الاحتلال الإسرائيلي منتعشا في فلسفة احتلاله لشعبنا، ألم يقل لنا "اصمتوا واقبلوا بواقعكم الاحتلالي فأنتم لا تقوون على المواجهة لأنها ستجلب لكم الدمار والفوضى!!".
6 سنوات وانصار الظلام، يقولون "ما يحدث من قتل في سوريا هو للإرهابيين فقط والباقي فوتوشوب".
6 سنوات وهم يقولون "عليهم ان يقبلوا بالأسد وإلا فالفوضى هي سيدة الموقف".
6 سنوات وهم يدافعون عن حق المغتصب بمواصله هتكه للمغتصبة، وطالبوها أن لا تصرخ لأن صراخها يفضحها".
يصرون على خلط الأوراق، ويزعمون أن معاداتهم لأمريكا وإسرائيل وتأييدهم للمقاومة هو السبب، في حين يدسون رؤوسهم في الرمال ضلالا، والقذائف الأمريكية تسقط على العراقيين مساندة لإيران وحزب الله والحشد الشعبي، الذين يقاتلون على الأرض ويهتكون الأعراض جنبا إلى جنب مع عصابة "داعش".
الحق بيّن والباطل بيّن، وكل سلطة قاهرة لا تستند إلى الإرادة الشعبية باطلة، وكل مسوغ يسوقه مدمنو الاستعباد لن ينقذهم من ورطتهم الأخلاقية.
المصدر : مدونة إحسان الفقيه
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة