فترة الخطوبة الأمثل
دكتور ما رأي حضرتك في الفترة الأمثل للخطوبة ؟ وما هي الأمور التي من المفروض أن نتعرف عليها في فترة الخطوبة؟ وهل تأخير العقد لحين معرفة كل شيء (الطباع الاهتمامات الأخلاق العمل) وحدوث مزيد من الألفة.. مفيد؟
ج / نصيحتي للخاطبين في نقاط سبعة موجزة!
أولا: الخطبة ليست إلا وعداً بالزواج ، ولكُلٍّ من الشاب والفتاة أن يعدل عن الخطوبة إذا رأى المصلحة في ذلك، رضي الطرف الآخر أو لم يرض.
ثانيا: الخاطب لا يزال أجنبيا عن مخطوبته، فلا يجوز له الخلوة بها، ولا مصافحتها، ولا الخروج معها وحدهما، ولا يجوز لها أن تكشف أمامه أي جزء من جسدها، و لا أن يمس كفيها (في تلبيس الخواتم والدبل مثلا).
ثالثا: معايير الاختيار
أخبر النبي ﷺ أن المرأة تُنكح لأربع عوامل رئيسة: المال، والحسب، والجمال، والدين، وغلّب الرسول عليه الصلاة والسلام معيار الدين على باقي المعايير، لأن المعايير الثلاثة الأخرى مؤقتة أو زائلة، بعكس الدين.
وأما معايير اختيار الرجل كما ذكر في سنة النبي ﷺ أنه هناك معياران أساسيان وهما:
الدين 50%، والخلق 50%.
وتأتي فترة الخطوبة كمرحلة ضرورية للتعارف الذي يكشف هذه العوامل.
رابعا: عوامل الخطبة الناجحة
إذا اكتملت هذه العوامل الأربع الآتية؛ كانت نسبة نجاح الزواج عالية بإذن الله.
1. القبول والراحة النفسية مع أول لقاء، فالأرواح جنود مجندة.
2. تكرار الاستخارة، وعلامة قبولها: تيسير الزواج وسهولته، فإن تعسَّر وكثرت المشكلات والخلافات كان علامة عدم توفيق ورفض.
3. الخطوبة: وفي نظري لابد أن تكون 6 أشهر على الأقل ليتم خلالها التعارف الوثيق، والذي يشمل الأسرة وضمان المنبت الحسن، فإن الزواج ليس مجرد عقد بين شخصين بل ترابط بين عائلتين ومجتمعين.
4. من رشَّحها لك أو رشَّحه لكِ، وهذا الشخص يختصر لك طريق التعارف حيث يعرف طباع العائلة وتفاصيل عنهم تساعدك على الوصول لقرار سليم.
خامسا: أسئلة الخطوبة العشرة
وضعها الخبير الأسري الأستاذ جاسم المطوع، وقال عنها: نقترح على كل خطيبين أن يجيبا عن هذه الاسئلة في لقاء التعارف بينهما، وقد جُرِّبت هذه الأسئلة، وكانت لها نتائج إيجابية وناجحة في الزواج، وإليك رابطها [ في التعليقات ]
سادسا: التوازن الثلاثي
للوصول لقرار صحيح في نهاية مرحلة الخطبة؛ فلابد من تحقق ثلاثة أثلاث:
• ثلث العين (الحب من اول نظرة!).
• ثلث القلب: وهل يميل القلب لها أم لا.
• ثلث العقل: وهنا يتدخل العقل ليصدر حكمه: هل الاختيار جيد أم لا، وهل التكافؤ المادي والاجتماعي بل حتى الديني متحقق أم لا.
من أكبر أخطاء الرجل –مثلا- أن يعجبه جمال الفتاة فيوافق على الزواج منها (الرجل كائن بصري يعشق ببصره)، ومن أكبر أخطاء المرأة أن يعجبها كلام الرجل المعسول، فتوافق على الزواج منه (المرأة تعشق بأذنها)، وهنا يأتي دور العقل ليكبح جماح الهوى والقلب.
وعند تكامل الأثلاث الثلاثة؛ نستطيع أن نقول أن الاختيار موفق.
سابعا: المكالمات الهاتفية والشات عبر برامج التواصل:
الكلام في وسائل التواصل دون رقيب عبارة عن خلوة ناقصة، وقد أجازها العلماء إذا كان بعد الموافقة المبدئية، وكان الكلام من أجل مزيد التفاهم ، وبقدر الحاجة، وبشروط منها:
• أن يكون بموافقة وليها وعدم ممانعته.
• وأن لا يكون في الحديث ما يثير الشهوة من كلمات الحب والغزل.
• وأن يكون في حضور أهل الفتاة.
وكم أدى التهاون في هذا إلى التعلق الشديد والصدمة النفسية عند فسخ الخطوبة أو العقد بعد التعلق الشديد، والذي تولد من كثرة التواصل في غياب الرقيب، وما كان لغير الله وعن طريق معصية الله انقطع وانفصل.
ولهذا جاءت فتوى دار الإفتاء المصرية صريحة واضحة في حكم المحادثة بين الجنسين كما يلي:
«إذا كانت هذه المحادثة الإلكترونية بين رجل وامرأة؛ كل منهما أجنبي عن الآخر، فإنها تكون ممنوعة ولا تجوز إلا في حدود الضرورة، وذلك لما أثبتته التجارب
خالد أبو شادي
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة