ملتزمة ولَم أتزوج
ماذا تقول للمنتقبة الملتزمة بأوامر ربها وأصبح عمرها ٣١ سنة ولم تتزوج؟
ج / أقول لها أسعد الله قلبك ورزقك خيري الدّنيا والآخرة، ليست الحياة الوحيدة الممكنة ما كان فيها زواج.
الزّواج قسمة الله في الحظوظ قد يأتي وقد لا يأتي ككلّ شيء في الدّنيا، فوطّني نفسك على احتمال قائم بكونه قد لا يجيء،وانظري عندها للعطاء ولا تنظري للمنع إن لم تقدري أن تري العطاء في المنع، واذكري نعم الله عليك، وانظري في من حُرم الإيمان ومن حرم البصر ومن حرم النّطق ومن حرم العقل ومن حرم ممّا تنعمين به فهو أقمن ألّا تزدري نعمة الله عليك.
ثمّ اذكري كم من مرّة رغبت في شيء بكلّ قواك ولم تصلي إليه فحدثت بعد ذلك حوادث حمدتِ الله على أنّك لم تصلي إليه، فإنّه ليس في النّاس إلّا وقد أقام الله عليه بهذا شاهدا في نفسه!
ولقد سألتُ الله يوما وأنا في الملتزم بين الرّكن والمقام مسألة مخبت منيب لم يكن لي يومها أحبّ إليّ منها، أذكرها اليوم فلا يتوقّف لساني عن الحمد حتّى يكلّ أن لم يستجب الله لي واختار لي الخير، فله الحمد كلّه يعلم ولا نعلم ويقدر ولا نقدر وهو علّام الغيوب!
وكم من متزوّجة تودّ لو يعود بها الزّمان فلا تفعل، وكم ممّن ولد له ولد يتمنّى لو كان حيضة من حيضات أمّه، وكم وكم ...
ثمّ اعلمي أنّ كلّ همّ يصيب المؤمن فهو خير له وتكفير لحسنته ورفعة لدرجته، فوا عجبا إنذ أمره كلّه له خير إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن.
ثمّ في هذه الحياة من نعمة الله ورحمته ما قد يعوّض الزّواج ويشعر المرء بقيمته فحوالي أن تنجزي ويكون لك اهتمامات تنفقين فيها وقتك وجهدك، ولا تعيشي دور المغبونة الآيسة من نعمة الحياة.
رضي الله عنك ورزقك الحسنى وزيادة.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة