لماذا نتثاقل عن الطاعات؟
لماذا نتثاقل عن الطاعات؟
. . .
أخي تصور أنك خرجت في سفر وفي يدك خارطة لطريق المدينة التي تسافر إليها أو –كما في أيامنا- GPS.
إذا كان هناك من تشتاق إليه في هذه المدينة وأنت على ثقة من الخارطة ماذا يحصل؟
تسير بسرعة، لا تبحث عن طرق بديلة، ذهنك مركز على الهدف، وهو الوصول إلى المدينة لتلقى الأحباب.
في المقابل، ماذا يحصل إذا كنت شاكا في صحة الخريطة؟
لن تسير بسرعة، بل تمشي قليلا وتقف، قد تسأل المارين لتتأكد من صحة الطريق، ذهنك سيكون مشتتا ولن يعود مركزا على الهدف والأحباب الذين تريد أن تلقاهم، بل تبقى مترددا حائرا متسائلا عن صحة الطريق.
ما علاقة هذا المثال بالقرآن؟
قال الله تعالى:
((واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين () الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون))
((وإنها لكبيرة)) صعبة...الصبر في المصائب صعب والصبر على الطاعة باستمرار صعب والصبر عن فعل المعصية صعب والمحافظة على الصلاة صعبة...صعبة على المتردد الذي يتشكك في صحة دينه وأنه الطريق الموصل بالفعل إلى الجنة. كلما كف عن معصية سيبقى يأتيه الشيطان يقول له:
(أنت تكف عنها رجاء الجنة؟ ماذا إن كانت هذه الجنة غير موجودة؟ إذن تطلع لا بلح الشام ولا عنب اليمن!).
لكن هذه الصعوبة تتلاشى أمام الخاشعين الخاضعين لله...((الذين يظنون)) والظن في القرآن كثيرا ما يأتي بمعنى اليقين...((الذين يظنون)) أي يوقنون ((أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون))
فيحاسبهم على ما عملوا ويجزي بالجنة والنار.
فلهذا لما أيقنوا بالمعاد والجزاء سهل عليهم فعل الطاعات وترك المنكرات.
. . .
إذن أخي وأختي كلما تثاقلت عن فعل الطاعات اسأل نفسك:
هل أنا مشتاق إلى الجنة؟
هل أنا موقن بوجودها؟
هل أشك طاعة الله هي الطريق الموصلة إلى الجنة؟
إذن لماذا أتكاسل؟
فاستجمع إيمانك وامض في طريق الله سريعا دون تردد ودون التفات إلى مناهج أخرى ولا طرق بديلة واجمع قلبك وروحك على اللقاء المنتظر.
فإنه كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: ((من خاف أدلج)) –أي سار في الليل ليقطع المسافات بسرعة- ((و من أدلج بلغ المنزل. ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)).
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة