إلى أختي العاملة...
التاريخ:
508 مشاهدة
إليك يا من ارتضيت شرع الله منهجاً لحياتك فالتزمت به.
بدايةً أحيِي فيك ما تقدمينه من تضحياتﹴ من أجل أسرتك، فأنت تكدحين في النهار في وظيفتك ثم تتوَلين شؤون المنزل وشجونه في المساء...
ولكن لنقف قليلاً ونراجع معاً ونقوِم مسيرة تجربتك في الجمع بين هاتين المسؤوليّتين: العمل والمنزل.
فلننظر: ما الذي تجنينه من عملك؟ وماذا تقدمين من خلاله؟ أمبلغٌ من المال آخر كل شهر؟
لو أردنا موازنة المصالح والمفاسد بحسب قاعدة (الأولويات): فإن غيابك المستمر عن الأسرة، والعلاقة المضطربة مع الأولاد، وما ترزحين تحته من إنهاكﹴ وتعب نتيجة الأعباء المضاعفة التي رتبتها على نفسك، ولعلّك تسألين: ألست مساوية له بما أنفقه على المنزل؟ بل لعلك تتمتّعين بمركزﹴ أفضل وراتبﹴ أعلى. فضلاً عن تقصيرك في الدعوة إلى الله وأنت الملتزمة بدينه الواعية لحقيقة وجودك... كل هذا التقصير لو أردنا قياسه مع المال الذي تكسبينه لوجدنا مضارَ عملك أكثر بكثير من منافعه...
أعلم أن لكل واحدة ظروفها، وقد تضطرها ظروف الحياة وما تتضمنه من ضائقة اقتصادية للعمل لإعانة زوجها في إعالة الأسرة، وهذا لا ضير به إذ ( الضرورات تبيح المحظورات) فكيف بأمر ليس محظوراً لذاته، ولكن خطابي هذا أوجّهه لمن كانت مستغنية لا حاجة لها بالوظيفة وبرغم ذلك فإنها ترمي بمسؤوليتها وراء ظهرها ثم تمضي غير آبهة بما يترتب على غيابها عن مسرح الأسرة من مضار: وهنا أذكر نماذج عايشتها بنفسي متسائلة: ما الذي يضطر أختاً حاملاً وحملها معرّض للخطر أن تستمر في عملها وهي مكتفية مادياً؟ وما يضطر أخرى أن تترك ابنتها عند والدتها يومياً من الثامنة حتى السادسة ثم تشكو قائلة: ابنتي لا تحبني، إنها تبكي كل مساء تريد جدّتها!! وما يضطر غيرها أن تترك أولادها وأصغرهم لا يتعدّى الشهرين عند إحدى قريباتها وزوجها من الأغنياء؟!
لقد سألت كل واحدة منهن وسألت غيرهن فكان الجواب: ولماذا تعلمت؟! ألكي أضع شهادتي الجامعية في درج المطبخ؟ أريد أن أثبت شخصيتي!!
فيا أخيّتي: ألا يعجبك أن تكون شهادتك وثقافتك مستثمرة في بناء أسرة صالحة؟ وهل هناك ثبات لشخصية المرأة أفضل من صناعة أبناء متميزين يحملون لواء هذا الدين؟ صدقيني، أولادك يحتاجونك أنت، يحتاجون الأم الواعية المثقّفة التي تتابع تربيتهم خطوة خطوة فترعى ما حسن وتقوّم ما اعوجّ أكثر من حاجتهم للمال، يحتاجون إلى حضنﹴ دافئ وقلبﹴ خالﹴ من المشاغل والأعباء إلا منهم، أكثر من حاجتهم لألعاب كثيرة أو ثياب مكدّسة.
وزوجك يتمنى أن تجعليه محور حياتك يتوق لتنتظريه كل يوم بشوق ولهفة لا بهموم العمل وتبعاته، وعائلتك تحتاجك لتوثّقي علاقتك بها فتنصحي هذه وتهتمي بتلك... ألست أنت الواعية المتعلمة؟ ودينك يناديك، فمن يقوم يا أخيّتي بحمل لواء الدعوة وراية لإسلام إن تخلّفت عنه مع مثيلاتك؟ وأنت تعلمين ن الدعوة لا تنهض بفتات الأوقات وفضلات الجهود؟
أعيدي حساباتك وترتيب لأولوياتك وفكري كثيراً: إلى أين تمضين؟ وأيّ نصرﹴ تحققين؟ إن بقيت على ما أنت عليه ولا تنسي أن الله سائلك يوم القيامة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة