إخصائية تغذية وكاتبة اجتماعية ومهتمة بقضايا الشابات
عنصرية وحشية
مهما تظاهرنا بالحضارة والتقدم فإن العنصرية الوحشية تبرز أحيانا في أبشع صورها، ولا في الكوابيس، أو حتى في خيال أفضل كتاب أفلام الرعب!
الواقع أسوأ بكثير
يتفهم المرء أنه من النادر وجود دول وصلت من التقدم العلمي حدا يجعلها راقية بحيث تعرف أنه لا فضل لأحد على أحد إلا بقيمة ما يقدم، لكنه في نفس الوقت يتوقع أن تبرز العنصرية في الصور المعروفة التالية: إغلاق باب التعليم العالي أمام الفئة المستضعفة – عدم توفير وظائف لهم – التضييق عليهم في جميع القوانين وعدم السماح لهم بالتملك أو الحصول على مدخول مالي يكفي لحياة كريمة .. وفي حالات أسوأ تلفيق التهم لهم أمام القضاء وقتلهم باسم القانون.. الخ الخ
.
.
أما أن تصل العنصرية لأن تجرد صاحبها من أبسط أشكال الإنسانية وتحوله إلى ضبع مفترس، يتسلى بتمزيق خصمه شر ممزق، إنسان كهف يعامل أخاه في الإنسانية كما تعامل البهائم فيمزق ويقطع وينكل ويأكل مستمتعا.. من الصعب علي تخيل أن الفيديوهات المنتشرة والتي تظهر التنكيل بالروهينجا هم بشر طبيعيون، كانوا في يوم من الأيام يمارسون المحاماة والقضاء والتعليم ثم في ليلة وضحاها تحولوا إلى ضباع تتسلى بأكل اللحم البشري النيء بلا أدنى ذرة من الشعور بالتقزز حتى ..
.
.
أي كراهية لعينة زرعت فيهم! في أي كهوف عاش هؤلاء!
.
.
ولا تدعوني أتحدث عن الدول الإسلامية التي – ما شاء الله تبارك الله – ليست أفضل حالا بكثير
حتى أنني بت أشك في أنه لو أتيحت الفرصة وأمن بعضهم الفضيحة بين الخلق لربما ما قصر هو الآخر
نحن منذ زمن يئسنا أن تتخذ دولنا الإسلامية قرارا لوقف عدوان على شعب مسلم مستضعف، نحن دائما نتخذ القرارات التي نقمع فيها بعضنا البعض، أما غيرها فصعب
لكن على الأقل، وأضعف الإيمان هذا لو كنا مؤمنين، نفتح الحدود لهؤلاء الهاربين. نؤيهم في أي قرية من القرى، نسمح لهم بالهروب من الموت العاجل المؤكد بأبشع الطرق، ونعطيهم فرصة ليشقوا طريقا صعبا في الحياة، لكنه على الأقل أهون من الموت
إنما هذا صعب، على من نضحك. نحن الآخرين نعاني من عنصرية معششة حتى النخاع، ولا يمكن أن نفتح الحدود لأننا لا نستطيع تقبل عناصر غريبة في المجتمع، فلندعهم يموتوا ولنصم آذاننا عن صراخهم، المهم أن نتفرغ لحروبنا الداخلية الخاصة وأشكال عنصريتنا التي نمارسها في همة منقطعة النظير.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة