متخصص في أمراض القلب وعضو جمعية أطباء العناية المركزة في أمريكا
علمه سرّ تفوقه
أراد أحد المتفوقين أكاديمياً من الشباب أن يتقدم لمنصب إداري في شركة كبرى وقد نجح في أول مقابله شخصيه له ..
وجد مدير الشركة من خلال الإطلاع على السيرة الذاتية للشاب أنه متفوق أكاديمياً حتى التخرج من الجامعة ..و لم يخفق أبداً !
سأل المديرُ هذا الشابَ المتفوق: هل حصلتَ على أية منحة دراسية أثناء تعليمك ؟"
أجاب الشاب : "أبــــــداً"!!
فسأله المدير :هل كان أبوك هو الذي يدفع كل رسوم دراستك ؟
فأجاب الشاب: أبي توفي عندما كنت بالسنة الأولى من عمري ..إنها أمي التي تكفّلت بكل مصاريف دراستي.. فسأله المدير :وأين عملت أمك ؟
فأجاب : أمي كانت تغسل الثياب للناس!!..
عندها طلب منه المدير أن يريه كفيّه .. فإذا هما كفّان ناعمتان رقيقتان !.
فسأله : هل ساعدتَ والدتك في غسيل الملابس قط ؟
أجاب :أبـــداً .. كانت أمي تريدني دائماً أن أذاكر وأقرأ المزيد من الكتب .. و هي أسرع مني في الغسيل على أية حال !
فقال له المدير : لي عندك طلب صغير ..وهو أن تغسل يدي والدتك حالما تذهب إليها .. ثم عدْ للقائي غداً في الصباح..
حينها شعر الشابُ أن فرصته لنيل الوظيفة أصبحت وشيكة..
ذهب إلى منزله فطلب من والدته أن تدعه يغسل يديها.. وأظهر لها تفاؤله بنيل الوظيفة .. شعرت الأمُ بالسعادة لهذا الخبر ..لكنها استغربت هذا الطلب ..ومع ذلك سلّمته يديها ..
بدأ الشاب بغسل يديّ والدته ببطء .. و دموعه تنهمر من عينيه ..
(كانت المرة الأولى التي يرى فيها كم كانت يداها مجعدتين)!.. كانتا ملأى بالكدمات التي كانت تجعل الأم تنتفض حين يلمسها الماء ! ..
كانت هي المرة الأولى التي يدرك فيها أن (هاتين الكفين هما اللتان كانتا تغسلان الثياب كل يوم ليتمكن هو من دفع رسوم دراسته)!!. . وأن الكدمات في يديها هي الثمن الذي دفعتْه من أجل مستقبله وتفوقه..
وبعد إنتهائه من غسل يدي والدته ..قام بهدوء بغسل كل ما تبقى من ملابس عنها ..
قضى الشاب تلك الليلة مع أمه وهما يتناجيان.. بين دمعٍ و أشجان..
وفي الصباح التالي توجه لمكتب مدير الشركة والدموع تملأ عينيه ..
فسأله المدير :" هل لك أن تخبرني ماذا فعلت ؟ وماذا تعلّمت البارحة في المنزل ؟
فأجاب : لقد غسلتُ يدي والدتي ..وقمت أيضاً بغسيل كل الثياب المتبقية عنها..
فسأله المدير عن شعوره بصدقٍ وأمانة..
فأجاب : الآن أدركت معنى العرفان بالجميل .. فو الله .. لولا اللهُ ثم أمي وتضحياتها.. لما وصلتُ إلى ما أنا فيه من التفوق!..
من كتاب "قلوب تهوى العطاء" حسان شمسي باشا
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!