متخصص في أمراض القلب وعضو جمعية أطباء العناية المركزة في أمريكا
يا معشر الشباب
يامعشر الشباب.. برّوا آباءكم وأمهاتكم .. أخلصوا لله نياتكم ..يكن النصر بإذن الله حليفكم..
ويا أيها الآباء والأمهات! لا تنسوا أبناءكم من دعواتٍ طيباتٍ في الليالي الصالحات..
فهذا شاب في فترة المراهقة يروي قصته مع أمه فيقول: كنت أبتعد كثيراً عن البيت.. وأتأخر في العودة إليه.. وكان ذلك يغضب أمي كثيراً..
كنتُ لا آكلُ في البيت إلا نادراً.. بل كنتُ أقضي معظم النهار نائماً.. ولا أعود ليلاً إلا متأخراً بعد أن تنام أمي ..
فأصبحتْ تترك لي قبل أن تنام رسالةً على باب الثلاجة .. فيها إرشادات لمكان الطعام و نوعه.. وكيفية تجهيزه ..وطلباتٍ لوضع الملابس المتسخة في الغسيل ..وغير ذلك ..
هكذا مرتْ معظمُ فترة مراهقتي ..
وذات ليلة .. عدتُ إلى البيت .. فوجدتُ الرسالة المعتادة على الثلاجة .. فتكاسلتُ عن قراءتها .. وخلدتُ إلى النوم..
وفي الصباح فوجئتُ بأبي يوقظني والدموع في عينيه.. وهو يقول: ماتتْ أمُك.. ماتت أمك!!..
كم صُعقتُ لهذا الخبر!.. تماسكتُ نفسي حتى دفنّاها و تقبّلنا مراسم العزاء..
عدتُ في المساء إلى البيت و في صدري بقايا قلب من كثرة الأحزان ..
تمددتُ على سريري.. وفجأة قمتُ منتفضاً .. لقد تذكرتُ رسالة أمي على الثلاجة..
تذكرتُ أنني لم أقرأها بعد..
أسرعتُ نحو المطبخ .. و خطفتُ الورقة و قرأتُها ..
كل ما كان فيها : " ابني الحبيب! .. وحشْتني كثيراً.. و أتمنّى أن أجلس معك.. فأنا أمك .. أمك .. هل نسيتَ أن لك أماً ؟ ..
إنني متأكدة بأن في داخلك خيراً عظيماً.. وسيظهرُ يوماً ما ..
حبيبي.. إني أسامحك من قلبي لأنني أحبك.. التوقيع : أمك" ..
ومن يومها تغيرتْ حالي .. هدأتْ روحي.. وانتهت مراهقتي..
بدأ عهدُ الرجولة عندي.. عملاً بوصية أمي التي قالت: "إن في داخلك خيراً عظيما" ..
أزورها في قبرها.. لأتذكر حنانها وكلماتها .. ودفء صدرها..
أصبحتُ آنس بها حتى وهي تحت التراب ..
ولا أملُّ من دعائي لها بالرحمة و المغفرة ...
ربِ اغفر لي ولوالديّ.. ربِ ارحمهما كما ربياني صغيراً..
من كتاب " قلوب تهوى العطاء": ل حسان شمسي باشا.. عن كتاب "صناعة الذكريات مع الأبناء" بتصرف..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!