كيف تحيا مطمئناً؟
كلما نقص توحيد العبد ، وضعف توكله = اشتدت فاقته، وقويت حاجته ، وعظم قلقه على رزقه وحياته ،وحياة أولاده من بعده .
وكلما ازداد توحيده ،وكمل توكله ، وعرف أن نواصي العباد بيد ربه ، وأنه لا يملك الضر والنفع إلا رب العالمين = اطمأنت نفسه ، وانشرح صدره، ولم يبق للعباد في قلبه مكانا لخوفهم أو لرجائهم ،
وعلم أن أعظم ما تستجلب به الأرزاق ، وتستدفع به البلايا = هو طاعة الله عز وجل .
ويبقى بعد ذلك فعله للأسباب لا للاعتماد عليها بل لأن الله أمره بها .
لما أحاط المشركون بالنبي( صلى الله عليه وسلم ) وصاحبه إحاطة كاملة = قال له ما ظنك باثنين الله ثالثهما .
ولما كذب قوم عاد نبيهم هودا (عليه السلام ) قال لهم متوكلا ومتحديا
{مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ }
وقال ابن القيم في الفوائد :
"على قدر قيام العبد بالأوامر = يحصل له اللطف عند النوازل .
فإن كمل القيام بالأوامر ظاهرا وباطنا = ناله اللطف ظاهرا وباطنا .
وإن قام بصورها دون حقائقها= ناله اللطف في الظاهر ،وقل نصيبه من اللطف في الباطن .
فإن قلت: وما اللطف الباطن ؟
هو ما يحصل للقلب عند النوازل من السكينة والطمأنينة ،وزوال القلق والاضطراب والجزع ... فهذا اللطف الباطن ثمرة تلك المعاملة الباطنة يزيد بزيادتها وينقص بنقصانها " .
المصدر : رابطة العلماء السوريين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة