أحببته ففقدت ذكر الله
كُنت أحب ذكر الله كثيراً جداً وكنت أذكر الله ذكراً كثيراً منذُ عامٍ ونصف، والآن لم أعد أحبُ الذكر ولم يعد لى شغفٌ به، مع العلم أن علمى بالدين سابقاً كان أقل من علمى ومعرفتى بالله الآن، فما الذى جرى لى؟ وما العمل؟ وبماذا تنصحنى؟
ج/ هناك مشكلة متكررة عامة، في أمور الدنيا والآخرة، وهي فقدان الشغف مع مرور الوقت، وانتقال الفعل بالتقادم إلى أرشيف العادات الروتينية الميتة، وهذا يؤثر فيه عوامل كثيرة جدًا، عوامل قلبية ونفسية وإيمانية وتربوية،
فهذا ليس أمرًا خاصًا بك، هذه ظاهرة شائعة جدًا، وهذه من مجاهدات الحياة، فلو بقيت النفس في أوج حالتها لاختفت عبودية المجاهدة التي يحبها الله، لذلك النفس تتقلب ويعتريها الفتور، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه ليغان على قلبي"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر .." الحديث، وذلك لكي يجاهد الإنسان من أجل استعادة طعم العبودية الذي ذاقه من قبل، يجاهد كسله وخموله وآفات نفسه مرة بعد مرة، وحينًا بعد حين.
أولًا: تفهم حقيقة هذا الأمر كما ذكرتُ لك، فالأمر ليس نفاقًا أو غضبًا من الله كما قد يصوّره الشيطان للعبد.
ثانيًا: لا تستسلم لهذه الحال، ولكن جاهدها، حافظ على الذكر حتى تزول السحابة، بل جوّده وحسّنه، بأن تحسّن تأملك فيه وتطيل سباحتك في معانيه، أعد القراءة في كتب فضل الذكر وحال الذاكرين، واستكثر منها، ولا تنقطع، بل تزود منها يومًا بعد يوم.
ثالثًا: سل الله التوفيق والسداد، سله الأنس به، سله الصلة، سله صفاء القلب وحفظه من الآفات والأسقام.
رابعًا: حافظ على زكاة علمك وفقهك من العبادات المحضة، الصلاة والصوم والصدقة، فإن العلم بغير عمل يهلك الإنسان ولا ينفعه.
وفقك الله وسددك وأعانك، وطهر قلبك، وغفر ذنبك، وستر عيبك
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن