حريم السلطان .. وسليمان القانوني
كتب بواسطة إحسان الفقيه
التاريخ:
فى : تراجم وسِيَر
3823 مشاهدة
السلطان سليمان القانوني من أعظم الشخصيات التي حكمت العالم الإسلامي على الأطلاق.. كان اسمه يهز عروش أوروبا ويزلزل الأرض من تحت أقدامهم..!!
قال عنه المؤرّخ الألماني هالمر ”إن سليمان أخطر على أوروبا من صلاح الدين الأيوبي”،
وأطلق عليه الأوروبيين اسم السلطان الفخم والسلطان العظيم وسليمان الرائع.
فمن هو سليمان القانوني؟ ولماذا هذه الهجمة الشرسة عليه من العلمانية العربية .. ولماذا حريم السلطان؟!
ما قدّمه سليمان للإسلام جعله من أعظم الحكام في تاريخ البشرية، وجعله يلقّب بأعظم سلاطين الأرض..!!
فمنذ أن تولى الحكم وهو في السادسة والعشرين من عمره ظل في جهاد حتى توفاه الله..
فبعد تولّيه الحكم ظن أعداؤه أنه لقمة سائغة نظرا لصغر سنه، فتمردوا عليه وتحالفوا ضده، وهنا ظهرت شخصيته العظيمة الحاسمة فكوّن جيشا قوامه مائة ألف مجاهد وتصدى للتحالف الصليبي الذي ضم المجر والتشيك وإسبانيا وألمانيا وصربيا، واستطاع أن يدك حصونهم ويسحقهم في معركة من أعظم معارك التاريخ وهي معركة “موهاكس” الخالدة.
كما كان له دور كبير في إنقاذ مئات الآلوف من مسلمي الأندلس من محاكم التفتيش وأقبية التعذيب الرهيبة المرعبة..!!
واصل السلطان سليمان فتوحاته، فوسّع حدود دولته حتى تضاعفت لتضم قرابة نصف العالم في آسيا وأفريقيا وأوروبا، كما دك حصون الصفويين الشيعة، ووصلت البحرية الإسلامية في عهده لأعظم قوة لها عبر التاريخ بقيادة عملاق البحار المجاهد البطل خير الدين بربروسا رحمه الله .. وعلى الرغم من بطولاته العسكرية لم ينس السلطان الإصلاحات الداخلية للدولة العثمانية فوضع القوانين والتشريعات الحاسمة، لذلك لقِّب بالقانوني وأقام العدل بين الناس واهتم بالعمارة والعلم والدين والثقافة.
وأصبح سليمان بعد كل هذه الإنجازات أسطورة تاريخية قهر الله به أعداء الإسلام ورفع به رايات الإيمان ولم يمر عليه عام واحد دون جهاد في سبيل الله، حيث ظل رحمه الله شوكة وغصة في حلوق أعداء الإسلام طوال ستة وأربعين سنة صال وجال فيها في ساحات وميادين الجهاد.
هذا غيض من فيض مما قدّمه سليمان القانوني رحمه الله، ويبقى السؤال لماذا هذا التشويه المتعمد عبر مسلسل ”حريم السلطان”.
والحقيقة أن سليمان القانوني من أشد أعداء أوروبا الصليبية ، فقد كسر شوكتهم ومرّغ أنوفهم في التراب عندما حاولوا التعدي على الإسلام.. يكفيه فخرا ويكفيهم خزيا وذلا أنهم يعتبرون يوم وفاته أعظم أعيادهم.!!
لذا ولتشويه صورته البيضاء النقيه فقد اعتمد مسلسل حريم السلطان على المصادر الغربية وكتابات مؤرّخي أوروبا الذين يحملون في صدورهم غلّا وحقدا على هذا السلطان الذي أذاقهم الويلات.. كما أن كاتبة سيناريو المسلسل ”ميرال اوكاي” ذات توجه علماني حاقد وليس لها أية علاقة بالتاريخ من قريب ولا بعيد...!!
يكفي هذا البطل شرفا أن دولة الإسلام وصلت لأعظم قوة في التاريخ أثناء حكمه.. ويكفيه عزّا أنه ختم حياته مجاهدا محاربا لأعداء الإسلام..
ويكفيه فخرا انه أوصى عند موته فقال:
"عندما أموت أخرجوا يدي من التابوت لكي يرى كل الناس أنه حتى السلطان خرج من هذه الدنيا بيد فارغة".. !!
وأثناء تشييعه وجدوا أنه قد أوصى بوضع صندوق معه في القبر..
فتحير العلماء ظنوا أن هذا الصندوق قد يكون مليء بالمال أو الجواهر..
فقالوا لا يجوز إتلاف المال..!!
فقرروا فتحه فأخذتهم الدهشة عندما رأوا أن الصندوق ممتلئ بفتاوى العلماء..!!
التي حولها إلى قوانين فراح الشيخ أبو السعود يبكي قائلا
أنقذت نفسك يا سليمان.. أي سماء تظلنا وأي أرض تقلنا
إن كنا مخطئين في فتيانا.
رحم الله السلطان سليمان واسكنه الفردوس الأعلى..
=====
المراجع:
ويكيبيديا الموسوعة الحرة.
روائع من التاريخ العثماني لآورخان محمد علي.
المصدر : مدونة إحسان الفقيه
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة