كيف يعوّض المرء قلّة الصالحين من حوله؟
كتب بواسطة الدكتور خالد أبو شادي
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1515 مشاهدة
كيف يعوِّض المرء قلة الصالحين من حوله، وكثرة الغافلين, قلة المناشط والأعمال الإيمانية، مما يؤدي لضعف الإيمان وفتور الهمة؟
ج / لا شك أن التفرد يُغري الشيطان بالهجوم، وأن غياب الصحبة الصالحة تجعل الطاعة أشق، وأن انتشار غفلة في البيئة المحيطة بك يجعل الغفلة أقرب إلى قلبك، لكن قلبك حي، وعلامة ذلك أنه يتألم، وهي بداية رائعة تستطيع أن تبني عليها، واستبشر في هذا بحديث النبي ﷺ:
"إذا سرَّتك حسنتك، وساءتك سيئتك، فأنت مؤمن".
وصيتي لك في خمس نقاط محددة:
١- حافظ على صلاة الجماعة في المسجد، فالصلاح يُعدي، ونبع الإيمان يتفجر عند محراب المسجد، والملائكة تُهدي أنوار هدايتها للمصلين فيه، وتدعو لأصحاب الصف الأول ثم الذي يليه، وهو ما يمنح القلب جرعة إيمان شافية.
٢- بدلا من دروس المساجد التي تقلصت اليوم، استمع لدروس إيمانية تزدحم بها قنوات اليوتيوب أو MP3، واختر منها المواضيع التي تناسبك قلبك؛ من ترغيب أو ترهيب أو أخلاق أو سلسلة الدار الآخرة أو سلسلة المنجيات أو المهلكات بحسب ما يفتقد قلبك اليوم، وتشعر بالاحتياج الشديد إليه.
اعتبرها جلستك الإيمانية التي تشحن بطارية القلب كي لا ينطفئ نوره، ويتبلَّد إحساسه وشعوره.
٣- شيِّد قلاع الفرائض المنيعة:
احرص على الفرائض فهي الأساس، وابدأ بالصلاة على وقتها، وخاصة صلاة الفجر والعصر والعشاء لما ورد في فضلها.
ومع فريضة الصلاة، احرص كذلك على فريضة اجتناب الحرام (اتق المحارم تكن أعبد الناس)، خاصة معاصي العين واللسان، فمعاصيهما أسهل المعاصي، ولا يكاد المرء يشعر بوقوعها، وهي سبب أساسي في مرض القلب وقسوته، وضعف الهمة وفتورها.
٤- الشعور بالإنجاز أعظم حافز وأقوى معين:
حافظ على أعمال يسيرة من النوافل ولا تفرط فيها مهما حصل، وقد قيل: الفرائض أساس، فالنوافل حُرّاس، ومن النوافل:
- قراءة سورة الملك كل ليلة تقي عذاب القبر.
- آية الكرسي عند نومك تحفظك من الشيطان حتى تصبح.
- آية الكرسي عقب كل صلاة مكتوبة تضمن لك الجنة.
- صيام 3 أيام في الشهر تعدل صيام الدهر كله.
- سيد الاستغفار في أذكار الصباح والمساء يجعل الجنة مأواك إن مت يومها أو ليلتها، ويا بشراك!
وغير ذلك كثير..
المهم أن تختار ما تقوى على الاستمرار فيه، وستشعر أنك على خير كثير حين تواظب على العمل اليسير، وبالتكرار سيتحول اليسير إلى كثير، والصغير إلى كبير.
٥- الدعوة من فروض الأعيان، لكنها كذلك حارسة القلب من السقوط في فخاخ الشيطان:
لا تسِر وحدك في هذه الطريق، فالشيطان يستهدفك، وأول ما يستهدف من القطيع: الشاة القاصية، فاحرص -أول أمرك- على دعوة أهلك، زوجك، ولدك، وذلك بهدفين:
- أن تعينهم على الخير، وتهديهم لما اهتديت إليه، وتحميهم من تيار الغفلة الجارف.
- أن يكونوا لك عونا على طاعتك، ويشجِّعوك إن كسلت وفترت همتك.
وادعُ معهم من تحب بحسب طاقتك وهمتك واتساع وقتك.
هذه خمس وصايا، ولا أريد ان أزيد، فالمهم أن تحافظ على القليل، وسيكرمك الله –مع الاستمرار والثبات- بالكثير.
بورِك فيك وفي من سار في هذا الطريق معك.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة