حذار من الاستهانة بألمٍ صدريّ
كتب بواسطة د.وائل عبد الرحمن الميداني
التاريخ:
فى : الحياة الصحية
1966 مشاهدة
أحبّائي هذا المنشور أختصرتُ فيه مُجلّداً وقدّمته على طبق من العافية فلا تهربوا من طول المقالة ففيها فوائد جمّة قد تنقذ حياة أحدنا من خلال فهم ما جاء فيها ، وسبب المقالة أنني كنت في حوارٍ مُنذُ ربع ساعة لاستشارةٍ طبيّةٍ مع صديقٍ رفض اقتراح عمل القثطرة القلبيّة ، رغم أنه مُثقّفٌ رشيد !!! فلذلك سارعتُ لكتابتها ونشرها
معلومةٌ طبيّةٌ هامّةٌ جداً … قد تكون معروفةً لدى الكثيرين ، وغايتنا زيادة عدد العارفين
حذارِ ثم حذارِ ثُمَّ حذارِ مِنَ الاستهانة بألمٍ صدريٍّ ( ضاغطٍ كالبلاطةِ على الصدر أو طاعنٍ ) مُنتشرٍ إلى الذراع اليسرى أو الرقبة ، وقد يكون مصاحباً لحِسّ الاختناق مع التعرّق والرغبة بالأقياء
سأُقدّم توضيحاً مختصراً لنقص التروية القلبيّة وما تعنيه الذبحة القلبيّة وما تعنيه الجلطة القلبيه ، وهذه المعلومات هامّةٌ جدّاً لكلّ من تجاوز الأربعين من العمر
- القلبُ عضوٌ كباقي أعضاء الجسم تأتيه التروية الدمويّة عبر شرايين خاصّةٍ به تُسمى الشرايين الإكليليّة ، بمعنى أنّه لا يتغذّى مباشرةً من الدم الذي بداخله بل يتغذّى من الدم الذي يأتيه عبر هذه الشرايين
-إن مُصطَلح (أمراض نقص التروية القلبية) يعني حالتين :
* إمّا انقطاع كامل للدم عن تروية القلب وهذا ما يدعى الجلطة القلبيّة ( الإحتشاء القلبي )
* أو نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب دون انقطاع كامل لهذا الدم عن الوصول إليها وهذا ما يدعى بالذبحة الصدرية أو الذبحة القلبيّة .
وفي كل أحوالِ نقص التروية يكون العرَضُ المصاحبُ للحالة هو الألم الصدري
- إنّ إنسداد أحد هذه الشرايين إنسداداً كاملاً يؤدي إلى انقطاع التروية عن القلب رغم وجود الدم بداخل حجرات القلب ، وهذا الإنقطاع يؤدي إلى تموّت جزء من العضلة القلبيّة والذي يتغذى من شُعَب هذا الشريان وهو ما يُسمّى بالجلطة القلبيّة ، واعلموا أنّ تموّت جزء من العضلة القلبية يعني خسارة وظيفة هذا الجزء إلى الأبد ،
- إنّ تضيّق أحد شرايين القلب يؤدي إلى نقص الدم الوارد إلى عضلة القلب وهذا ما يُسمّى بالذبحة القلبيّة أو الذبحة الصدريّة وهذا لا يعني بالضرورة تموّت جزء من عضلة القلب
- إنّ أعراض الجلطة القلبيّة هي ألمٌ في جدار الصدر ضاغطٌ يصفه المريض كالبلاطة على الصدر ، أو ألمٌ طاعنٌ في الصدر … يأتي أثناء الراحة أو أثناء الجهد ، يدوم إلى أكثر من خمسة عشر دقائق ، ينتشر إلى الذراع اليسرى ( حس ألم في الطرف أو خدران أو تنميل ) أو قد ينتشر إلى العنق ( حس اختناق ) لا يتغيّر بالتنفُّس أو بالجسّ باليد ، أو بِتغيير الوضْعةِ ، يترافق مع تعرّق وغثيان أو إقياء
- هناك نوعان من الذبحة الصدريّة :
- الأوّل : هو ذبحة صدريّة غير مستقرّة ، وأعراضها تشبه أعراض الجلطة القلبية وتأتي أثناء الراحة ، إلّا أنّ مدة الألم أقل من عشر دقائق حيث يزول الألم أو يخف ، وقد تكون شدّة الأعراض أخف من شدّة أعراض الجلطة ، وهي حالة خطرةٌ جداً يُخبرنا بها القلب أنّ الدم الوارد لتغذية عضلته غير كافٍ حتى أثناء الراحة ، وقد يكون السبب تضيّقاً في أحد شرايين القلب أو إنقباضاً عارضاً لهذه الشرايين ، وهذا إنذارٌ بحدوث الجلطة سريعاً ولا ندري حجم الجلطة المُحتملة
- الثاني : ذبحة صدريّةٌ مُستقرّة ، وأعراضها تُشبه سابقاتها ولكن شدّتها أخف ولا تأتي إلّا مع الجهد ( الجهد البسيط أو الشديد ) وهي حالةٌ يخبرنا بها القلب أن الدم الوارد لتغذية عضلته يكفيه أثناء الراحة ولا يكفيه أثناء الجهد ، والسبب كالحالة السابقة
- ما هي أسباب نقص التروية القلبيّة بكل أنواعها :
- لا يوجد سبب مباشر لنقص التروية ، بل يوجد مؤهّبات ، وهو ما يُسمّى عوامل الخطورة وهي :
- أول هذه العوامل هو التدخين
- ثانياً زيادة كولسترول الدم والشحوم الثلاثيّة
- ثالثاً زيادة سكر الدم
- رابعاً ارتفاع ضغط الدم
- خامساً القصّة العائلية ( الوراثة ووجود سوابق نقص ترويه في الأصول ) مع النموذج الشخصي ( الشدّة النفسيّة والضغوط الإنفعالية ) مع طبيعة العمل هل هو مكتبيّ خامل الحركة أم ميداني نشيط الحركة
- ما هي الإجراءات المهمّة والبسيطة التي يجب اتخاذها عند حدوث الألم المطابق لما ذكرناه أعلاه :
- المُهم حتماً ودون أدنى تهاون هو التوقف عن الحركة تماماً وطلب النقل إلى المستشفى على السرير النقّال أو الكرسي المتحرك ، مع عدم المشي أو الحركة
- إذا كان هناك سوابق شخصية لهذا المرض أو كان العمر فوق الأربعين والأعراض صارخة ويوجد في البيت حبّة موسع لشرايين القلب ( يسميّها العوام حبّه تحت اللسان ) فيجب أخذ هذه الحب ووضعها تحت اللسان
- أخذ حبة مُهدئ نفسي إذا كانت متاحةً ريثما يصل المريض إلى المستشفى
- عدم إضاعة الوقت ، مع الهدوء التام وتخفيف الإنفعال النفسي وأخذ حبة الضغط بعد قياسه والتأكد من ارتفاعه
- القرارات الهامّة اللاحقة :
- بعد اتخاذ كل الإجراءات الإسعافية اللازمة ، يجب أن يعلم المريض أنّ القثطرة القلبيّة أمرٌ لا بد منه ( للتشخيص والعلاج ) وكلّ من يتردّد أو يتهاون في أخذ القرار يكون مُجرماً في حقّ نفسيه ويُسأل أمام الله لعدم اتخاذه الأسباب
- إنّ القثطرة القلبية تكشف لنا حالة شرايين القلب وحجم التضيّق ومكانه ومكان الإنسداد ، وطبيعة الشريان ، وتتيح لنا بالبالون توسيع التضيّق وبالمدأب فتح الإنسداد ومن ثمّ وضع شبكة تمنع معاودة الإنسداد ،
- يجب على المريض بعد تاريخ القثطرة أن يلتزم بعلاجه ، منضبطاً انضباطاً تاماً وخاصةً فيما يخصّ المميعات الدموية وموسعات الشرايين ، مع معالجة السكر ، وتخفيض الكولسترول والشحوم ، وتوقيف التدخين ، والسيطرة على الانفعالات النفسيّة ، مع نشاطٍ خفيف يعيد حركة الدم ونشاط العضلات ، أمّا النشاط الزوجي فيجب التخفيف ما أمكن مع ضبط الجهد المبذول
معلوماتٌ قد تجد راغباً في معرفتها ، فيقف عندها ، ومن ليس لديه الرغبة في معرفتها فتجاوزُها خسارةٌ دون مُبرّر
أسأل الله السلامة لنا جميعاً مع حُسن الخاتمة
الدكتور وائل عبد الرحمن حبنّكة الميداني
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة