روسيا.. قيصر من ورق
كتب بواسطة محمد علي صابوني
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1196 مشاهدة
نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف صرح منذ مدة متبجحاً بأن الدول الأجنبية “اصطفت في طابور” لشراء الطائرات الروسية بعد أن أظهرت “قدرتها” في سوريا .!!!
والواقع أن روسيا قصفت بطائراتها تلك المستشفيات والمخابز وبيوت المدنيين والتجمعات التجارية والمرافق الحيوية بدعوى وجود “إرهابيين” ، في حين لم تتعرض طائراتها لأبسط أنواع المقاومة فكانت تصول وتجول و”تسرح و تمرح ” لعدم امتلاك الثوار لسلاحٍ مضادٍّ للطيران .
أما الآن وقد دخل الجيش التركي ببعض ثقله على الخط بعد أن تعرض جنوده للاعتداء المباشر من “الضامن” الروسي ، فقد تغيرت الأمور وانقلبت المفاهيم وتكشفت حقيقة السلاح الروسي ((الخردة)) ، بحيث تساقطت المروحيات الروسية و طائرات السوخوي كالذباب ، وتمكنت طائرة مسيّرة تركية الصنع من كشف منظومة “بانتسير” الروسية “الحديثة” المضادة للطائرات لمرتين متتاليتين وقامت بتدميرهما ، مما حدى ببعض الدول التي اشترتها بأن تعيد النظر في تلك العقود الموقعة مع روسيا وهذا ما أثار غضب الدب الروسي وجعله يكشف عن جانبٍ من وجهه الحقيقي وعن حقيقة أهدافه التي جعلته يعبر الدول ويقطع البحار ليعزز من قواعده ووجوده في سورية بمباركة الراعي الأمريكي الذي يشكل المايسترو المتحكم بجميع الوكلاء مع اختلاف أغلفتهم الخارجية .
أما الأمر الأهم من كل ما سلف هو أن إصرار تركيا في السابق على امتلاك ال S400 لم يكن اعتباطياً برأيي ، وأكاد أجزم بأن الخبراء العسكريين الأتراك قد فكّوا رموز هذه المنظومة وطريقة عملها بعد تسلمهم للبطارية الأولى في تموز 2019 وأصبح بإمكان سلاح الجو التركي من أن يتعامل معها ويشوش عليها ويعطلها متى شاء – خاصة وأن الأتراك بارعين في مجال التشويش – وقد جربوا هذا السلاح الفتاك (منظومة كورال للتشويش) ونجحت تجاربهم غير مرة، وهذه ضربة إضافية تتلقاها روسيا، وما يؤكد هذا الاحتمال هو طلب تركيا من “الناتو” مؤخراً معاودة نشر بطاريات “باتريوت” على حدودها مع سوريا، وحين لمست تركيا المماطلة في الاستجابة لطلبها وفي خطوة مفاجئة أعلنت عن جاهزية منظومة الدفاع الجوي تركية الصنع “HİSAR” والتي سيتم تفعيلها الأسبوع المقبل على الحدود السورية-التركية ، حيث يبلغ مداها 15 – 25 كيلومتر و يمكنها إسقاط المقاتلات الحربية، والمروحيات، والطائرات المسيرة، والصواريخ المجنحة، وصواريخ “جو – أرض”، التي تطلقها الطائرات ضد أهداف أرضية.
يبدو أن تركيا تيقنت من حجم المؤامرة التي أحيكت ضدها ، وقد حسمت أمرها بأن لا مجال للتراجع، وبأن ذات المطبخ الذي حاول أن يستزرع دويلة مزعجة لها في خاصرتها الجنوبية (شمال شرقي سورية) لتشكل امتداداً عكسياً لولاية “ديار بكر” وقد أفشلتها، يحاول اليوم أن يستزرع دويلة أخرى (شمال غرب سورية) لتشكل امتداداً عكسياً لولاية “أنطاكيا” في محاولة لإحياء مخططهم الأول الذي أفشلته تركيا فاستبدلوا الرقعة واستبدلوا البيادق .
المصدر : رسالة بوست
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
شكراً لاهتمامكم