تلخيص: كتاب علم نفس قرآني جديد د: مصطفى محمود
المقدمة:
أطلق المسلم شراعه في بحر الإيمان في رحلة استكشاف لمكنونات عظمة وجود الله.. فاندهش حين اكتشف أن لا قاع لبحر عدلِه وحكمته... ورحمتُه وسعت كلَّ شيء...ونسائم كرمه ومغفرته العليلة أحيَت القلوب وبلورت العقول بيقين أن الخير فيما اختاره الله و(إنَّ مع العسر يسرا) ...
مازال المسلم يُجذّف في بحر السكينة... بحر الشفاء... بحر الطمأنينة والعزيمة والثبات...
ففي بحر الإيمان أطلق شراع خلاصه من ظُلمات الحياة إلى النور الأبديِّ ومازال.
التركيبة النفسية الإيمانية:
يتحلى المؤمنون بالكثير من الصفات الحميدة ولكنّ تجمعهم صفة واحدة هي (السكينة) التي خصَّهم اللّه سبحانه وتعالى بها..
فالمؤمن رفع راية السَّلام الداخلي واعتمد الرضا والتَّسليم منهجاً وأسلوب حياة فهو مؤمن بأنّ وراء كل شيء رب مدبر.. عادل.. حكيم وهو راض بحكمه دائماً وأبداً، بالإضافة إلى تدريب النفس على قمع الشهوات وكبح الرغبات الدنيوية فالمسلم اعتاد أن يكون سيّد نفسه، وما كان لخليفة اللّه على الأرض إلاّ أن يكون كذلك، فالمفهوم الأخلاقي (المادي) لديه مرفوض ومنكر ...
ومن عرف حلاوة الانتصار على المغريات الدنيوية لا يقبل التراجع أو الضعف، ومن اعتاد على تغذية روحه بحبِّ اللّه صَغُرَت أمامه ملذات الأرض حدَّ التلاشي.
البيان المُحكم وهلوسة فرويد:
لم يقوَ علماء النفس الغربيين على إثبات نظرياتهم المتعلقة بحلّ المشاكل النفسية، بل بددها العلم، وكشف القرآن الكريم زيفها.
فقد اعتاد علماء النفس النظر إلى الجانب المظلم من النفس والتركيز عليه دون تقديم أي تحليل منطقي لما يحدث داخلها من مشاكل والتي اعتبرها الدين بدوره ميزات ومحاسن (كقمع الشَّهوات) ففي حين اعتبرها فرويد (كبتاً) كانت شاهداً على سلامة نفس المؤمن في الدين الإسلامي.
وقد بالغ فرويد بالانحدار إلى القاع بنظرياته وأبحاثه فقد كانت جنسيّة بحتة (كعُقدة أوديب والكترا)، ومادية تفتقر إلى الإيمان بالغيبيات والروح، والإيمان بالخالق مصدر راحة الروح وقوّتها، وكانت الأحلام لديه ولدى صديقه ماركس عبارة عن إشباع لرغبات مكبوتة (مادية.. حيوانية) أما القرآن يعلمنا أنَّ هناك نوعين من الأحلام: (أضغاث أحلام) وهو ما عمل عليه فرويد و(الرؤى) وهي الحديث السماوي إلى النفس النائمة ومن الممكن أن تتحقق وهي تتعارض مع أفكار فرويد المادية الحسيّة المحدودة، المُجرّدة من الأخلاق!
لم تتعارض نظريات علم النفس والدين فحسب بل تعارضت طرق العلاج أيضاً، فعلم النفس يقول إن النفس تتشكَّل في السنوات الخمس الأولى من الطفولة ولا يمكن تغييرها بعد ذلك في حين أن الدين يؤكد إمكانيِّة تغييرها وشفائها وذلك يكون على عدّة مراحل تضمن عودتها إلى خالقها لتطلب العون منه فترتاح وتشفى.
وها نحن نشهد على فشل الطب النفسي الذي اعتمد المادة منهجاً وآمن باستحالة تغيير النّفس فبرهن مُعتقداته بتقديم مجموعة من الأدوية والمنومات كحل يائس يساعد على الهروب من الواقع، كما اعتمد التجارب على جسم الإنسان ورصد ردود أفعاله المادية ناسياً أن النفس البشرية هي (ذات) و(روح) لا يمكن لأحد اقتحامها فإن هوجمَت بالتَّشريح تخلَّت عن الجسد عائدة إلى خالقها في رحلة (عُبور) لن يفهمها الماديون مهما بَلغوا من تطوّر.
الدين كالماء والهواء:
عرف المصريون منذ نعومة أظفارهم حب اللّه.. فاتّخذوا أوامره منهَجاً سلوكيّاً وحياتيّاً ومُجتمعياً واجتنبوا نواهيهِ فارتفعت قيمتُهم وعَلا شأنهم، إلى أن ظهرت العلمانية مُصطحِبة معها كوارث بشرية ومجتمعية حقيقية، فالحياة ليست فقط ماديات ومن آمن بالمادة مُنكراً وُجود الغيبيات والروح الإلهية والمُعجزات التي شَهِدها الكون فقد هَلُكَ لا محال.
والعلم هو جزء من تعاليم ديننا الإسلامي، ولكن الأساس هو الدين إن نفيناه فنحنُ ننفي وُجودنا وننسِفُ ماهيّتنا ونحكم على أنفسنا بالعذاب حتّى الموت ....
والإيمان هو خلاصنا وطوق نجاتنا والنور الذي يضيء قلوبنا وعقولنا في أحلك المواقف والظُّروف، واللّه هو المُعين والمُلهم والقادر.
فالتَّعايش والدبلوماسيّة مع الطرف الآخر مطلوبة ولكن دون التخلي عن مصدر قوتنا (الإسلام)، وقد أدرك الغرب وإسرائيل خطر هذه القوة عليهم فسَعوا إلى تحطيمِها ووضعوا الخطط الجهنَّمية لضرب معاقل الإسلام فاختاروا المؤسسات الدينية التعليمية هدفاً وعملوا على تسميم منابعه في غفلة ٍ عن المعنيين!!
أوّل الحشر:
شتَّتَ اللّه سبحانه وتعالى شمل اليهود وهجَّرَهم من ديارهم لحكمةٍ منه ومشيئة بأن يُعيدَ جمعَهُم في فلسطين لما سمَّاه (بأوّل الحشر) وهو أبرز العلامات لبداية النِّهاية وقيام الساعة قال تعالى {فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا} الإسراء_
وهذا الحشر يسمى (بالحشر الأصغر) تمهيداً لحُدوث (الحشر الأعظم) الذي لن يحدث إلاّ بانتهاء العالم، فعند اكتمال (الحشر الأصغر) ستقوم الحروب وسيدخل المسلمون القدس ويدمرون كل ما بناه اليهود وستكون المعركة النهائية التي سيسقط فيها اليهود إلى الأبد لأنّهم لن ينتهوا عن سوء أعمالهم بالرغم من تحذير اللّه سبحانه وتعالى لهُم من قبل بقوله: {وإن عدتُم عدنا}..
فالحذر من الغدر الإسرائيلي والاستعداد لمواجهته في أي وقت واجب على القادة العرب، كما أن عليهم أن يتذكروا دائماً أن الحرب من أجل الكرامة والعز خير من سلام ذلّ وقنوط.
الجزائر:
أقبح الجرائم على الإطلاق تحدث في الجزائر، والغريب المُريب في الأمر أنّها تُنسَب إلى الإسلام والمسلمين في محاولة منظمة لتشويه الدين الإسلامي، وهكذا يُصبح بإمكان الجزائر اتخاذ (العلمانية) نظاماً بحجة (حقن دماء شعبها) ...!
وكيف لعاقل أن يصدق هذه الافتراءات التي تنسُب أقبح الجرائم إلى دين الحب والسماحة!، ولكن غداً لناظره قريب وسيأتي اليوم الموعود (يوم الحساب) وسيُحاسبُ كل من ظلم وافترى وستتحقق عدالة الله عاجلاً أم آجلاً.
الملك والملكوت وأنا:
منَّ الله سبحانه وتعالى على خلقِهِ بنعمة الوجود والتكليف وهو القادر على كلّ شيء ،وهذه سنَّةُ الله في خلقه تَحملُ بين طيّاتِها حِكمةً واسعةً وكرماً وفضلاً عظيم ، فكان لا بدَّ من وُجود البرازخ والوسائط لتحريك هذا الكون فالله عز وجل رؤوف بعباده وهو الأعلم بخلقه الذي لا يحتمل فكرة تجليه عليه (كحال الجبل الذي أصبح دكا...وموسى الذي خرّ َصَعِقا) فكان جبريل هو البرزخ بين الله تعالى ومحمد عليه الصلاة والسلام فكذلك محمد عليه الصّلاة والسلام هو برزخنا الأعظم ووسيلتنا إلى الفهم عن الله ، وذلك من فضل الله علينا فهو الغني عنا ونحن الفقراء إليه ،ولا شيء فعّال في مُلكِه ومَلكوتِهِ سواه، فمن تكون النفس البشرية ؟
ولماذا أمر الله ملائكته بالسُّجود لهذه النّفس التي خلقَها من عدم وسخر لها الكون جميعه وابتلاها الخير والشر لِتفضحَ عن مكنوناتها؟!
هل يستحق العبد كل هذا التشريف؟! ،عاجِز أنا عن فهم هذه التركيبة (الأنا) التي هي أقرب إليَّ من كلِّ شيء وأبعد ما يكون عن الاستيعاب المطلق.. ،توَّاق إلى يوم تنكشف فيه الأسرار لِيعرف كل منا من يكون ومقدار ما يكون.
تفاريح:
انشغل المصريون في شهر رمضان بالسّهر والطبل والزمر والفوازير والطعام وغفلوا عن عباداتهم وطاعاتهم وهم بأمسِّ الحاجة إليها في ظل التهديدات الخارجية والكوارث السياسية التي تحيط بهم من كلِّ حدب وصوب.
لقد كانوا في حالة ثبات وغفلة عن واقعهم المريب، وأنا أرى أن القليل من الجدية والعودة إلى الواقع ستحمينا من الهلاك، فنحن نحيا على أرض هشّة ستسحق تحت أقدامنا عند أول زلزال.
العلف الثقافي:
العلف الثقافي الذي اعتدنا أن نتلقاه من مصدر واحد (أمريكا وأوروبا) هو خطر علينا وعلى شبابنا، فهو يتحكم بعقولنا ويهدمنا من الداخل تحت مسمى جديد وهو (العولمة الثقافية) ولكن الغريب في الأمر هو رضوخنا لهذا الاستعمار المهين ومحاولة تقليده على المستوى الفردي والمجتمعي تقليداً أعمى، وكأننا اعتدنا على الراحة والكسل فأصبحنا نرتدي كل ما يعرض علينا بحجة (الحضارة) وخلعنا هويتنا لحظة قبولها.
ولكن هل من الممكن أن ننسى أمجادنا السابقة ؟!، وهل يعقل أن ننسى الأهرامات التي بناها المصريون وأدهشت العالم أجمع ومازالت؟
دعونا نرجع إلى أصلنا وأصولنا، ولنزرع بذور ثقافتنا بأيدينا ليقطف ثمارها أبناؤنا وأحفادنا في المستقبل.
حكاية تركيا:
تلاعب اليهود بتركيا واقتصادها ونفذوا خططهم الجهنمية حتّى سيطروا عليها بالكامل وعلى رأسهم (كمال أتاتورك) الذي حارب الإسلام واللغة العربية في تركيا وحاول جاهداً ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وقدّم الكثير من التنازلات ولكنه فشل في تحقيق مبتغاه ، فلتحقيق ذلك وجب على تركيا الانتحار على المذبح الاوروبي وأن تندمج اندماجا كاملاً مع إسرائيل ،وتبقى فكرة حدوث ذلك في المستقبل من أبرز المخاوف السائدة على الساحة العربية لأنه في حال تحققت تلك المخاوف ستبقى تركيا عالقة في المنتصف ،لن تلقى قبولاً عربياً ولا أوروبياً وستفتح باب الجحيم على العالم أجمع بحروب متوقعة .
الخوف الجميل:
إن استودعت أشياءك عند الله حفِظَها الله لك ولكن لا تغتر بنفسك ولا تنخدع، وأخلص النية لله عز وجل وحافظ على (الخوف الجميل) في داخلك لأنّه سبيلك إلى الإحسان والعمل الصالح، وهو خوف لا يوجد إلا في قلوب الأتقياء والصالحين لأنه يحميهم من الغرور: {فلا يأمن مكر الله إلاّ القوم الضالون}، والله يمكر لإظهار الحقائق على عكس الطبيعة البشرية التي تمكر لإخفائها.
دستور اللصوص:
أمريكا وإسرائيل كل منهما يستخدم الآخر لتحقيق اطماعه، مع محاولة كل منهما لكسب الرأي العام عن طريق التشدق بلغة المثاليات وحقوق الإنسان التي كانوا أوَّلَ منتهكيها (كما فعلت أمريكا عندما اعلنت حقها في أن تضرب العراق في حال خالف صدام حسين أوامرها)، ومع كل هذه التّرهات كان من الضروري أن يتّحد العرب ليشكلوا قوّة قادرة على مواجهة الظلم والطغيان مع ضرورة العودة إلى الله ...
فالإيمان بالله قوّة لا تضاهيها قوة، يسحق أمام عظمتها كل من طغى وتكبر ...
وها قد بدأت مصائب الصهيونية وأمريكا بالظهور للعلن ومع تجلي الحقائق كان لابد من تدخل القادة العرب فوجهوا خطابات شديدة اللهجة إلى (نتنياهو)، ولكن من عادة الطاغية الاستمرار بطغيانه، فهو لن يتراجع حتى يأتي الوقت الذي يتخلى فيه جميع أنصاره عنه، فيسطُر أخيراً كلمات نعوته بيده، مُستخدِماً أقلام الدّم التي اعتاد الكتابة بها، و(التوراة) أكبر شاهد على ذلك.
عن الأزهر:
كارثة انحدار التعليم ظاهرة عامة يغرق فيها المجتمع كله لأسباب عديدة ،ولكن الكارثة الأكبر أصابت الأزهر عندما صدر قرار من عبد الناصر بأن يكون الأزهر لعلوم الدين والدنيا معاً، وكان التنفيذ ظالماً لعلوم الدين التي حذف منها ما حذف وضُغِط منها ما ضغط مما أدى إلى انحدار مستوى خريج الأزهر الذي خرج بعناوين ومعلومات سطحية لا تساعده على العوم في بحر الإسلام الغني بكنوز من العلم لا يدركها إلا من غاص عميقاً ،وكل ذلك كان محاولة لعلمنة الأزهر كبداية لعلمنة الحياة كلها في مصر ،وبهزيمة 67 وسقوط الاشتراكية أصبح لابد من إعادة أزهرنا العريق إلى سالف مجده وتخصصه فالدين هو غاية الحياة وهدفها .
ماذا يحدث في كوسوفو:
العدوان الاوروبي يضرب في كوسوفو والمعتدي هو سفاح الصرب (سلوبودان ميلوسوفيتش).
تختلف جنسيات القتلة ولكن الضحايا هم دائماً (جماعات مسلمة) والعالم يشاهد في صمت دون تحريك ساكن ...
وتتشابه المجازر التي تجري في الجزائر والأقصر مع ما يحدث في كوسوفو مع اختلاف الهدف، فاتهام الإسلام وتشويهه هو الهدف هذه المرة ...، الإسلام الذي أصبح يهدد أمريكا بلا سلاح ويُزعزع أمن واستقرار أعظم الدول لمجرد فكرة انتشاره فيها ...
وكيف لا ترعبهم هذه الفكرة وقد دخل(التتار) الإسلام من قبل دون إكراه أو تهديد، فأمريكا تدرك عظمة قوة الإسلام ومدى تأثيره، وهل هناك أقوى من كلمة لا إله إلا الله التي قامت بها السّماوات والأرض.
رجال العصابات:
خالفت بريطانيا وأمريكا قرارات الأمم المتحدة التي تنص على عدم جواز التدخل العسكري بالمال أو السلاح بهدف إحداث انقلابات في الدول التي تمزقها الحروب، فصنعت الانقلابات في الدول النامية بهدف سرقة ثرواتها وأرضها غير آبهة بالدماء التي نُزفت والمستقبل الذي سُرِق والحاضر الذي يدَمّر، في مشهد مسرحي مفصوم (نصّاً وإخراجاً)، عنوانه (ادعاءات زائفة وشِعارات كاذبة لحلفاء السّلام) وأبطاله (أمريكا وبريطانيا) -النظام العالمي الجديد- الذين أتقنوا أدوارهم باحترافيّة عالية، فَصفَّق لهم الجمهور بحرارة وإعجاب.!!
ومع تطوّر التاريخ تنازلَ الأبطال (الكاذبون) عن أدوارهم (لِشركات الاستيراد والتصدير الكبرى ولِلعُملاء ولِلعصابات الإرهابية والمُرتزقة)، وانتقلوا هم لِإخراج هذا المشهد فقد عَلا شأنهم وزاد نُفوذهم فتخلّوا عن القيام بالدور بشكلٍ مباشر وانتقلوا إلى الإشراف على تدمير ثقافة وعقائد وأديان الدول النامية، والتركيز على مهمة هدم (الأزهر)_ قلعة الإسلام _وتشويه القرآن الكريم الذي فضحهم ولعَنهم بكلام إلهي زلزل الأرض تحت أقدام اليهود وبشَّرهم بالفناء.
وكل ما يفعلونه لا يمكننا إلاّ أن نسميه (إخراج ذكي)، فقد استخدموا الالكترونيات والإعلام القوي للترويج لأنفسهم فجَذَبوا العقول وأفرغوا من محتوياتها أكثر فأكثر... ليطلقوا بعد ذلك سلسلة طويلة من مسرحيات (الإجرام والمكر) تحت عنوان مُلفت هو (السّلام)
ولكن هل سيستمر الجمهور العربي بالتصفيق كعادتهم؟! أم أنهم سيدركون خطورة الواقع وسيتذكرون أنَّ (روائح السلام توجد حيثما توجد روائح النبوة وماعدا ذلك أكاذيب).
عدو السلام اللَّدود:
أكبر عدو للسّلام هو إسرائيل صاحبة الاحقاد الخفية والكبيرة على المسلمين وصاحبة الخوف الأعظم والأكبر من (الإسلام) ذاته الذي وصل حد تخفيها في الظلام دائما وعدم المواجهة بشكل مباشر، فإسرائيل تفضّل العمل (من وراء الكواليس) وكسب الحلفاء والاستعانة بهم على تحقيق أطماعها، فهي اختارت (حرب النَّفس الطّويل) منهجاً لها ودستوراً ترجع إليه في جميع تحرّكاتها ضدَّ الإسلام الذي بشَّرها بهلاكِها يوماً ما، فكانت البنوك الأمريكية مركزاً لتمويل الإرهابيين بالإضافة إلى أموال الموساد التي تسعى لِذاتِ الهدف وهو ضرب الإسلام وأهلِه ولكن كل أموالهم ونفوذهم ليس بشيء أمام قوة الله، فالله سبحانه وتعالى يُنذِرُ عباده بزلازل وبراكين وعواصف ليتَّعِظوا ويعودوا إليه، فتُفسّر أمريكا تلك النُّذر على أنّها (ظواهر غضب الطبيعة) وتمضي قدماً بطغيانها.
النغمة المطلوبة:
أطلب من روّاد وسائل الإعلام المساعدة بتوعية الجماهير والصُّعود بهم إلى عتبة التّوتر المطلوب ليكونوا دائماً على استعداد للمواجهة وليكونوا أكثر جدية في هذا الوقت العصيب.
الاقتصاد:
أصبح الاقتصاد قوّة عظيمة تفوق قوّة الأساطيل والبوارج، فوضعت الدول الاستعمارية يدها عليه وأصبح ملعَبها الخاص، تُخرِج منه من تشاء وتُدخل من تشاء وتدمر أيضا من تشاء!!
قلب الحقائق:
(العولمة).. (الكوكبة) مصطلحات تدل على التطور ولكنها في الحقيقة مجرد فخاخ لفظية وقلب للحقائق، إنها (قولبة) لشعوب الدول النامية، هدفها تجريدهم من هويتهم وانتمائهم الديني والسياسي لضمان تبعيتهم فيما بعد لأمريكا.
و(قلب الحقائق) عامل مهم للترويج لهذه الفخاخ، فالوطنية يقال لها (تخلُّف) والإسلام يصبح (إرهاب)، بالإضافة إلى إنفاق مليارات الدولارات لتسليح القبائل المتناحرة وضمان استمرار الحروب فيما بينهم.
وأخيراً التّدخل في التَّعليم الديني بحجة تطويره، واختصار مقرراته مقابل التّوسعة على كل ما هو إسرائيلي، وإزالة تهمة العنصرية عن الصهيونية بقرار صدر عن هيئة الأمم المتحدة، وتسليح إسرائيل بأفضل الأسلحة ...
كل ذلك وأكثر بهدف ضرب الإسلام، وهنا تتعاظم مسئوليتنا للحفاظ على إسلامنا وحماية (أزهرنا) المرجع الوحيد لعلوم الأصول الإسلامية والحافظ الوحيد لها من الضياع والتشويه.
الاختيار:
طالبت (حماس) بإيقاف الاستيطان الصهيوني وإعادة الأرض المنهوبة مقابل إيقاف العنف وهذه ليست فقط مطالب بل حقوق مشروعة قوبلت بقتل (خالد مشعل ) مسئول حماس بحقنه بالسم من قبل الموساد وإعلان (نتنياهو) بعد ذلك بأنه يدافع عن أمن إسرائيل ويحميها من الإرهابيين وكأنّه نسي أن إسرائيل تقوم على الارهاب والقتل والنّهب وأنَّها استخدمت سياسة (عكس الحقائق) فعمدت إلى تشويه الإسلام واستأجرت القتلَة وسلَّحتهم وأنفقت عليهم ثم أطلقتهُم ليقتلوا ويدمروا تحت شعار الإسلام ،كإطلاقها (طالبان) في أفغانستان التي استخدمت فيها طلاب الشريعة لانهم (مراهقين ) بلا فقه وبلا فهم فنجحت بتحقيق الفتنة المطلوبة .
وها نحن نقترب من (هر مجدون) والحرب الكبرى المدمّرة فيستعد الصهاينة ويُجهّزون العدّة والعَتاد ويخبئونهم وراء شعارات سلام كاذبة صدّقها العرب فتكاسلوا وتهاونوا ..........!
ولكن حان الوقت لأن نأخذ الأمر بجدية ونستعد لكافة الاحتمالات ونتخلص من أُكذوبة (السلام) التي نحياها، فالسلام الحقيقي نجده في دار السلام وطريق الشّهادة وليس في سلام (نتنياهو) الكاذب الذي يسعى لتحريض حكومات العالم على الاسلام والمسلمين وإشعال الحروب في كل أرض مسلمة!!
النجدة النجدة ...أنقذونا:
نحن بصدد مواجهة كارثة حقيقية هي كارثة (التلوث) التي ستؤدي إلى الشيخوخة المبكرة والأمراض القاتلة في حال عدم تحرك إدارة المرور في القاهرة وإصدارها قرارات تنص على سحب جميع (الموتوسيكلات) وسيارات الديزل من شوارعنا..
والازدحام المروري والسكني الذي تشهده القاهرة والجيزة من أهم عوامل التلوث، ويجب على الحكومة إيجاد الحلول السريعة للحد منها، مع ضرورة تحسين الأرياف وتطوير خدماتها ومرافقها ومدارسها حتى لا يضطر ساكنيها للذهاب إلى المدينة لحل مشاكلهم، ولتشجيع سكان المدينة للانتقال والسكن فيها.
يجب علينا الإسراع في معالجة كل هذه المشاكل، فالحالة الحاضرة لا تسمح الانتظار والتسويف وخصوصاً مع تزايد أعداد المواليد الجّدد بسرعة مُذهلة.
وبالإضافة إلى التلوث البيئي يجب علينا معالجة التلوث الفكري وانحدار قيمنا وأخلاقنا بمشاهدة برامج تلفزيونية لا تلائم ثقافتنا وهويتنا الدينية والوطنية، وهي مشكلة لا تقل خطورة عن سابقاتها وتستحق لفتة جادة من كل مسئول قبل أن يفوت الأوان وتغرق القاهرة أكثر فأكثر ....
العقل:
إن نجاة البشرية من الهلاك كما يرى الدكتور(هاني) في كتابه (العقل) مرهون بالأخذ بأسباب العقل وأهداب الإيمان..
وقد حدثنا فيه عن التناقض الحاصل بين مشروعات أنبياء الأمس واليوم التي اختلفت وتناقضت بين الدَّعوة إلى المحبة ومكارم الأخلاق بالأمس وبناء المحطات الفضائية والنزول إلى المريخ اليوم، فمعتقدات إنسان اليوم برأيه خاطئة.. مادية.. مجردة من الحكمة.. فاقدة للرؤية الشّمولية.
ويتطلع الكاتب من خلال كتابه لإخراج الناس من مستنقع المادية إلى رحابة العقلية والشّمولية المنفتحة.
بشارات فجر جديد:
اتخذ العرب مجموعة قرارات تنص بتجميد (التطبيع) مع إسرائيل ولم شمل (العائلة المسلمة) لتكوين جبهة قوية واحدة لمواجهة إسرائيل والدول الاوروبية التي اتهمت الإسلام بالإرهاب وهي أهله!! ...والتاريخ يشهد على ذلك.
ومع ظهور بشارات الأمل لمستقبل واعد في بلاد المسلمين والتي نالت منها مصر النصيب الأكبر بظهور الحديد والذّهب في (العوينات)، وتدفق البترول والغاز الطبيعي من قلب (الصعيد) بالإضافة إلى التّوسع الزراعي وغيره.
كان على إسرائيل أن تتسارع بظُلمها وعدوانها (فهي لن تجنح للسلام حتماً) وكان على المسلمين أن يستغلوا هذا (المدد) الإلهي الحاصل ويتحدوا معاً لمواجهة العدو (إسرائيل) فيد الله مع الجماعة، وإسرائيل لن تهدأ بل ستستمر بالتسلل والتآمر والضّغط على حلفائها إلى أن ينقلبوا عليها، ولن ترتاح حتى تشوّه (الإسلام) باتهامه بأنه مصدر الإرهاب والإجرام وأن القضاء عليه هو الامل الوحيد للعالم، وفي الحقيقة هو أملها الوحيد للبقاء لأنه بشَّرها بفنائها، فتسابقت مع الزمن لمحاربته بشتى الوسائل.
وأخيراً ندعو الله سبحانه وتعالى أن يُظهِرَ الحق ويدحض الباطل وينصرنا على أعدائنا ويعطينا من قوته، إنه نِعمَ المولى ونِعمَ النّصير.
اليوم الموعود:
توجهت أصابع الاتهام إلى الإسلام والمسلمين بما حدث من مجازر في الجزائر في محاولة واضحة من قبل الفاعل الحقيقي (الاستعمار الفرنسي أو النظام الجزائري أو الصهاينة) لتشويه الإسلام وضربه في معقله في الوطن العربي.
ومما يثير الشكوك بتورط الأمن الجزائري بما حدث هو تقاعسه عن التحقيق وكشف الحقائق، وفي حال براءته فحتماً هناك قوى عميلة في داخله تضامنت مع إسرائيل في إخراج سيناريو بشع من الإجرام والتشويه الذي تزامن مع تنظيم سيناريوهات شبيهة ومخزية في كافة أنحاء العالم بقيادة إسرائيل التي تسعى لتنفيذ خططها الجهنمية بأسرع وقت، قبل أن تنقلب المائدة عليها ويتحرك العالم لمحاسبتها، فالظلم لن يدوم طويلاً وإسرائيل تعرف ذلك حق المعرفة.
والمطلوب من المسلمين في هذه الأوقات العصيبة هو العمل الجاد وإقامة جبهة عربية متحدة لمواجهة العدو الذي مهما بلغ من قوة هنالك رب أقوى منه قادر على أن يقلب الموازين بيوم وليلة، فلنكن جنود صدق لهذا الرب، فالقدر واحد وهو (الموت) لا مفرَّ منه، فلنمت بقوّة وشرف في سبيل الله أفضل وأزكى لنا من أن نموت بجبن وتقاعس.
جارودي البطل:
هو الرجل الذي تلقى قذائف المدفعية الصهيونية بصدره نيابة عنا، وواجه الصهيونية التي سيطرت على العالم أجمع بصوته وكلماته التي سطرها في كتابه (الأساطير المؤسسة للدولة اليهودية) وفضح من خلالها هشاشة إسرائيل وأكاذيبها.
قوبلت مواقف هذا البطل بتجاهل تام من قبل محطّاتنا الفضائية فهي لاتزال تغط في نوم عميق!
الرياضة اليوم:
الرياضة اليوم أصبحت مرتعاً للجنون والمزايدات، وأصبح هدفها المال والشهرة، وفقدت مصداقيتها وطهارتها.
ففي عصر (الأمركة) أصبح الناس عبيد للمادة وتجردوا من قيمهم وتخلّوا عن واجباتهم وباعوا ضمائرهم ليشتروا بثمنها تذكرة دخول إلى الملاعب، فاضمحلّت أهدافهم وتداعت قيمهم ليصبح دخول هدف في مرمى كرة القدم بمثابة نصر عظيم لهم وكأنَّهم في حالة انفصال تام عن الواقع الذي أعجزهم.
تعالوا نصحح إسلامنا:
نحن المسلمون أخفقنا في الدعوة إلى ديننا، ولم نُبلِّغ (الإسلام) بقيمه الرفيعة ومعانيه السّامية إلى العالم.
ففي حين أورثَنا الله سبحانه وتعالى أغنى منطقة في العالم، كنّا نحنُ فقراء علم واقتصاد وسياسة.
وفي حين أمرنا الله عز وجل بالقول اللين والرفق في المعاملة، خرجنا نحن بكتائب التفجير والخراب بحجة نشر الدين ومعاقبة الكفار.
وفي حين أمرنا القرآن الكريم في أوّل آياته بالقراءة والتأمل والتّفكر، كنّا نحن أكثر الأمم جهلاً وأُمية.
وفي الوقت الذي نكون فيه بأمس الحاجة إلى الوحدة، نحن نتفرق لنصبح لقمة سائغة في فم العدوِّ الصهيوني الذي تفوق علينا باتحاده مراراً.
نحن نسيْ لديننا بمقدار ما يفعل الأجنبي ذلك، وكل ما علينا فعله هو إصلاح أنفسنا إذا أردنا أن يبدّل الله من حالِنا، فنحن المفتاح والله تعالى عنده الحل.
انتهى بعون الله
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اسلوب التلخيص كان مبسط وتناول الافكار الرئيسية بشكل واضح وسهل حيث يستطيع القارئ معرفة العناوين العريضة للكتاب. شكرا للكاتبة هدى على هذا المجهود الرائع.