ماذا أخبرتُ أبنائي عن الكريسمس ؟!
كتب بواسطة أسماء الجراد
التاريخ:
فى : زينة الحياة
1502 مشاهدة
منذ طفولتي كانت تلفتني زينة الكريسمس حيث كنت أجدها في مجلات خاصة بالشراء عن بعد، ومنذ أيام أتأمل في حال بعض المضافين فأجد عندهم افتتاناً بها بل وتغيير بعض الأثاث المنزلي وكذلك تعليق تلك الزينة والاحتفال ولو كنت ذات جهل ولم أتعمق بالعلم الشرعي لكنت اليوم أفعل مثلهم دون إدراك مني بفداحة الأمر..
وأعلم يقيناً أن مايفعلونه دون وعي وأسأل الله لهم الهداية، ومن هنا وجدت فرصة للحديث المبكر مع أبنائي عن عيسى عليه السلام وعن هذا الأمر العقائدي الهام خاصة حين سألني ولدي ذات عيد لهم كنا قد مررنا بجانب شجرة منصوبة مع الوعل وسانتا في أحد الأحياء عن معنى تلك الرموز ..
- أخبرتهم أن الله بعث الرسل ليعلِّموا الناس الخيرَ فمنهم من آمن بهم ومنهم من كذَّب ومنهم من غالى فيهم حتى رفعهم لمرتبة الإله، وكان ذلك في عيسى عليه السلام البريء مما يؤفكون...
- إن عيسى عليه السلام كان معجزةً حيث ولد بلا أب - وهذا جزءٌ من التربية الجنسية المهمة للطفل - فكل مولود يجب أن يكون له أم وأب ولكن العقل البشري لم يدرك تلك المعجزة فحين لم يعرفوا له أباً جعلوه ابنا لله - تعالى الله عما يقولون -
-{ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم}. لقد خلق الله الإنسان الأول من غير أبٍ وأمٍ، أيعجزه خلق إنسانٍ من غير أب!! بل هو الأهون، كما قال جل جلاله: { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}.
- ولد عيسى عليه السلام من مريم العذراء التي لم يمسسها بشرٌ وقد صعب عليها الأمر وتمنَّت الموت من خوفها من كلام الناس عليها بالسوء فأنطقَ الله وليدها وهو بالمهد وأعطاه من المعجزات العظيمة التي يعجز عنها البشر، فقد كان يبرئ الأعمى والأبرص ويعلم شيئاً من الغيب مما علَّمه ربُّه ، وكان له أصدقاء وأحباب يصدقونه ويتبعونه كصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمهم ( الحواريين).
- في ديننا أن ميلاده كان في فصل الصيف حيث يكون الرطب في النخل حين هزت الجذع ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا). ولكن لغياب الدقة في تقدير الزمن انزاح ليصبح في هذا الوقت. وهذا غير صحيح .
- لاوجود للوعول ولا (سانتا كلوز) في القصة. إنما هو رجل صالح يؤمن بالنصرانية ، كان يوزع الطعام للفقراء، فجعلوه رمزاً لهم وجعلوا يحققون أمنيات أطفالهم في ذلك اليوم ويخبرونهم أن سانتا من قدمها لهم .
- لايرضى عيسى عليه السلام بما يفعله المسيحيون اليوم، وسوف يشهد يوم القيامة على نفسه بأنه لم يطلب من الناس عبادته وتأليهه:{ وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ* مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
- عيسى عليه السلام لم يُقتل، بل رفعه الله إليه وسوف ينزل قبل يوم القيامة ليعمَّرالأرض عدلاً ويقتل المسيحَ الدجال.
يقول ولدي: ( إن الاعتقاد بأن الله رفعه إليه أعظم منزلة من الاعتقاد بصلبه! ثم كيف يكون إلهاً ثم يتمكن الناس من الإمساك به وصلبه وإنهاء حياته).
- الإيمان بعيسى عليه السلام كعبد الله ورسوله هو من أصل ديننا، بل لايصح إسلام أحدٍ بدونه، وقد ذُكر في القرآن 25 مرة.
- قد بشّر عيسى قومه بميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ}.
وقد ذكر محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم مرة باسمه الصريح ومرة بأوصافه وألقابه، ولهذا نحن أقرب له من المسيحيين حيث نؤمن به ونؤمن بمن بشر به ونتبع وصاياه أيضاً.
يقول ولدي: ( أحسست أنني أحببت عيسى عليه السلام كثيراً وأظن لو أنه يرى مايفعلونه الناس الآن فسيحزن ولايعجبه).
إذا - لماذا لانحتفل معهم إذا كنا نحب عيسى عليه السلام بهذا القدر؟
* لأن احتفالنا يعني إيماننا بعقيدتهم المحرفة في عيسى ( بأنه ابن لله / وأنه قتل وصلب) ونقدم لهم شهادة بتصديق ذلك، وهذا فيه شرك بالله تعالى وكل مظاهر الاحتفال تعني الموافقة صراحة أو ضمناً ولو لم ننطق بها .
* لأن لنا أعيادنا الخاصة ولسنا بحاجة لأعياد غيرنا، وإلا نكون كبني إسرائيل حين تمنوا لهم إلهاً:{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
يقول ولدي ( هل نكره زينة الكريسمس ؟)
فقلت : أنا أرى أنها جميلة وملفتة للنظر ولكنها لاتناسبنا وليست لنا، ولانقلدها وسنصنع في أعيادنا أجمل منها.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن