أديبة وكاتبة | المدينة المنورة
ثم يُقبِلُ
كتب بواسطة إيمان شراب
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1397 مشاهدة
كريماً، مكافآته لا حدَّ لها ولا مثيل، تبدأ من تحقيق التقوى والقرب من الله وإجابة الدعوات وتنتهي بعتق من النار والجنة، يُقبِل مربيّاً ومهذباً مرة بعد مرة، مطهراً لقلوبنا شافياً لأرواحنا، منشطاً مجدداً لحياتنا.. يأتينا في الوقت الذي صرنا في حاجة شديدة إليه، فقد كثر لهونا ولغونا وثقلت علينا صلواتنا ونسينا أرحامنا ويئسنا من تحقيق مرادنا واشتد تعلقنا بالدنيا: بأسواقها وأكلها وشرابها، فتعبنا وتعب كل شيء فينا وأصبحنا في حاجة إلى إعادة تأهيل ..
فيرسله الله العالِم بنا، ويمنحنا هذه الفرصة كي نصلح ما تلف ونشحن قلوبنا وأرواحنا وأبداننا بما يقويها على ما سيكون من أيامنا إلى أن يحين رمضان جديد.
الله الكريم اللطيف يمنح المؤمنين كلَّ عام هذا الموسم الغني بالفرص والعروض والأجور المميزة والبركة: - فقد أخبر رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه "إذا كان أولُ ليلة من شهر رمضان صُفّدت الشياطين، ومَرَدةُ الجن..."، حتى نعبد الله دون وسوستهم وكيدهم وإفسادهم ونرتاح من شرورهم وتسهل علينا الطاعات. - وفي أول ليلة كذلك- كما في الحديث- "وينادي منادٍ: يا باغيَ الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصِر.."، ونحب والله أن نلبي نداء الخير لنكون من أهل الخير. - وقال رسولنا عن مكافآت رمضان "لله عتقاء من النار كل ليلة .."! والغايات العظيمة لا تتحقق بالأماني والنوم والأحلام ومواسم المسلسلات!
- ويقول صلى الله عليه وسلم "وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ "! وهذا يعني أن تصبح صحائف أعمالنا بلا ذنوب( شرط اجتناب الكبائر)، فأي عاقل يضيعك يا رمضان! - وقال عليه الصلاة والسلام: «إن في الجنة بابًا يقال له الرّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرُهم، أُغلق فلم يدخل منه أحد."، فالذين يصومون الفرض إيمانا واحتسابا وسِمَتهم صيام النوافل، فإن الله يكرمهم ويشرفهم بالجنة من باب خاص بهم.
- وقال رسولنا "عمرة في رمضان تعدل حجّة"، وهي إحدى فضائل هذا الشهر العظيم، أن جعل الله العمرة في رمضان تكافئ الحج في الأجر.
– وقال "والذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لخلُوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عند اللهِ، يومَ القيامةِ، من ريحِ المسكِ". - وأخبر عن فرحة خاصة بالصائم "وللصَّائمِ فرحتانِ يفرَحهُما: إذا أفطرَ فرِحَ بفِطرهِ، وإذا لقِيَ ربَّهُ فرِح بصوْمِهِ". " - وأيضا قال "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ , غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا ".
– وعن ليلة في رمضان نزل فيها القرآن أخبر ربنا" ليلة القدر خير من ألف شهر" وقال عنها رسولنا "للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ"، فلو تأملنا لحظة في أجرها وأن العمل الصالح فيها يعدل أعمال ألف شهر – لفهمنا لماذا اعتبر رسولنا -عليه الصلاة والسلام- من ضيعها محروما !.
وحتى نجني خيرات رمضان ونفوز بالمغفرة والعتق من النار :
أولا- نهيئ نفوسنا لاستقبال هذا الشهر، وتبدأ التهيئة قبل دخول رمضان، أي من شهر شعبان، فنصوم ونقرأ القرآن ونقوم، وعندما يدخل رمضان نكون قد دخلنا في أجوائه قبل أن يبدأ الشهر فلا تضيع من أيامه أيام ونحن نتهيأ.
ثانيا- من التهيئة كذلك أن يقول كلٌّ منا لنفسه: رمضان شهر واحد في السنة جعل للصيام والعبادة ثم الصيام والعبادة... فلا تفرطي يا نفس فيه بلهو أو تسويف أو كسل، فلعلك لا تدركين رمضان القادم، أو حتى لا تدركين بقيته!
ثالثا- التخطيط ، ويكون أيضا قبل أن يدخل رمضان، فنحدد الأهداف التي نريد أن نحققها خلال هذه الأيام المعدودات: نريد أن نقرأ القرآن ونصلي ونقوم الليل ونكثر من الذكر وندعو ونصل الرحم ونتصدق ونعتكف ونقضي الحوائج ونفطر الصائم ونقوم بأعمالنا ووظائفنا، على أن نجعل لكل شيء وقتاً وزمناً.
رابعا- نبدأ العمل مع بدء إعلان ليلة رمضان، ونستمر في تنفيذ ما خططنا، ونقيّم أوضاعنا ومدى التنفيذ من حيث الكم والجودة ومدى انسجام البرامج مع الزمن المخصص، ثم نعدّل ونصحح ونستمر.
خامسا- يستمر العمل على التقييم والتقويم وتصحيح المسار أولا بأول.
ثم... ينتهي الشهر الفضيل ونحن نرجو أن يقبل الله طاعاتنا وأن نكون ممن أحسن واتّقى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، فلهذا فُرض رمضان: كي نتدرب على فعل ما يحبه الله ونترك مالا يحبه فنكون من المتقين.
وبانتهائه نودع عزيزاً...
ونستقبل عيدا يُفرح الصغار وينشر الابتسامات والتهاني بين الكبار، ويجعلنا نتفقد إخواننا المساكين، أما مآذننا فتصدح سعيدة: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا... لا إله إلا الله
اللهم نسألك عوناً وإخلاصاً وبركةً وقبولاً.
عندما يعلم أجر كل عبادة وكل طاعة فإنه يحرص على فعلها لكسب هذه الأجور الفرص، فيتدرب على التقوى....عندما تجوع وانت صائم تذكر أبناء وبنات المسلمين الجائعين وهم ليسوا قليل..فإذا قال لك أطعمني انا جائع يمكنك بسبب تدريب الصوم أن تعرف معنى الجوع وبم يشعر هذا الجائع..
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن