العلمانية وعلاقتها بعولمة المرأة
كتب بواسطة إيمان عنتر
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1988 مشاهدة
العلمانية ظاهرة معاصرة قديمة حديثة، وهي من التحديات التي تواجهها المجتمعات العربية الإسلامية، وقد سعت العلمانية بكل قوتها للسيطرة على فكر ومعتقدات الشعوب لطمس هويتها الثقافية والدينية وخاصة الشعوب الإسلامية حتى تبعدها عن الشرائع السماوية وتجعل لهم هوية علمانية مدنية خاصة بها بعيدة عن شريعة السماء.
وقد استغلوا دعاة العلمانية المرأة لعولمتها وجعلها هدفاً وجسراً لهم حتى يستطيعوا من خلالها نشر أفكارهم ومعتقداتهم اللادينية على الأجيال الصاعدة لما للمرأة من دور أساسي ومهم في بناء الأجيال والتأثير على أفكارهم ومعتقداتهم، كما أن إحداث التغيير عن طريق المرأة يكون أسرع من أي وسيلة أخرى.
من أجل ذلك بذلوا دعاة العلمانية كل ما بوسعهم لتحقيق أهدافهم الخبيثة في المجتمعات العربية والإسلامية وتأسيس الجمعيات النسوية الخبيثة وغيرها من المؤسسات التي يريدون من خلالها التأثير على أفكار المرأة ومشاعرها وإقناعها بأنهم يريدون تحريرها من ظلم المجتمع والأديان السماوية الواقع عليها، يمثلون دور المنقذ البريء بثوب ملائكي يخفي خبثهم وشرهم الذي فاق إبليس وجنوده، وهم بالحقيقة لا يريدون منها غير ضياعها وتدميرها لتكون نسخة ثانية عن عذاب المرأة الغربية وقهرها وذلها بحجة تحريرها ورفع شعاراتهم البراقة التي تنادي بتحرير المرأة، ولا للعنف ضد المرأة وغيرها الكثير من الأمور التي توهم المرأة بأنهم يريدون الخير لها.
وأصبحت قضية المرأة هي الهدف الأساسي لدعاة العلمانية، ووضعوا لهذه القضية العهود والمواثيق والمؤتمرات الدولية، وجعلوا من قضيتها أداة للوصول إليها حتى ينفذوا مخططاتهم الشيطانية لإفسادها وهدم الأسرة من خلالها ويوهمونها أنهم يريدون الخير لها ويريدون سعادتها بتحريرها من دينها ومملكتها الأسرية والاستغناء عن الحياة الزوجية وإنجاب الأطفال وتربيتهم تربية صالحة، يريدون قتل مشاعر الأمومة التي فطرها الله عليها، وأن تكون زوجة مصانة في بيتها، وزوجها مسؤول عن تأمين كل احتياجاتها وإسعادها، يريدونها أن تتلطخ بوحل العمل والكسب خارج المنزل لتنفق على نفسها بعد أن كرمها الإسلام وأمر الرجل بأن يحميها ويصونها ويأمن لها كل احتياجاتها وينفق عليها، ورغم أن الإسلام أعطاها حقها بالعمل بما يناسب طبيعتها الأنثوية لم يكلفها بأن تنفق على نفسها حتى لو كانت تعمل.
هؤلاء يريدون دمار المرأة وليس سعادتها، يريدون أن تكون الأسرة العربية المسلمة مفككة مثل حال الأسرة في بلادهم، ونجحوا بترويج أفكارهم الهدامة من خلال وضع الطعم للمرأة بتبني قضيتها، وروجوا من خلال وسائل الإعلام المختلفة في عصرنا الحديث.
فالعولمة العالمية اليوم تسعى لإعطاء المرأة حقوقها عن طريق الاتفاقيات والقوانين الدولية، والإسلام قد اعتنى بها أيَّما اعتناء وأعطاها حقوقها كاملة وجعلها جوهرة مصانة يعاقب كل من حاول ظلمها وإذائها، وحل مشكلاتها في القرآن والسنة النبوية التي ستبقى خالدة على مر الزمان.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة