حاجات المراهق النَّفسية
تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة مهمة وحسّاسة جدّاً، ومن أهمِّ المراحل العمرية. يحتاج المراهق فيها إلى الكثير من إشباع الحاجات النّفسية، حتى تنمو شخصيته نموّاً نفسيّاً سويّاً، وأي خلل بالاحتياجات النَّفسية بمراحل النّمو قد تسبب الكثير من العقد النّفسية.
من المعروف أنّ المراهق يمر بتغيّرات هرمونية في هذه المرحلة، قد تؤثر على طريقة تفكيره ونفسيته، فهو يحتاج إلى الكثير من الاحتواء والدَّعم النَّفسي، حتى يتخطى هذه المرحلة بسلام ومن دون أن تؤثر تأثيراً سلبيّاً على نفسيته وشخصيته، ومن أكثر العبارات التي يرددها المراهق هي: "لا يوجد أحد يفهمني"، لأنّ لديه حاجات نفسية يجب أن يتمَّ إشباعها في هذه المرحلة.
ومن أهمِّ الاحتياجات النَّفسية للمراهق التي يجب أن نقدِّمها له هي:
- حاجته للأمن والاستقرار داخل الأسرة: لأن الأسرة هي ملجأ الأمان التي تعطيه الهدوء النَّفسي؛ فإن لم يجد هذا الأمن والاستقرار سيتعرض إلى أزمات تؤثر على صحته النَّفسية، وأمنه الداخلي.
- حاجته إلى الحبّ: إشباع الحاجات العاطفية من أهمِّ الأمور في كل مرحلة عمرية، وليس فقط في مرحلة المراهقة؛ فعدم إشباع هذه الحاجة لها تداعيات نفسية خطيرة لأن المراهق سيبحث عنها خارج المنزل، وخاصة الأنثى في مرحلة المراهقة، فالحب يعني لها الكثير؛ فإن فقدته داخل الأسرة ربما لجأت إلى بناء علاقات محرَّمة وغير شرعية حتى تشبع الجانب العاطفي لديها، وهذا لا يعني أن المراهق لا يحتاج إلى الكثير من الحب مثل الأنثى، لأن مشاعرهم في هذه المرحلة مرهفة بحاجة أن يشعر المراهق أنّه محبوب ومقبول ومحاط بكثير من مشاعر الحب والاحتواء العاطفي.
- بناء علاقة إيجابية بينه وبين الأهل: من المهم أن نبني علاقة صداقة مع المراهق، فهذا يشعره بالسَّلام النفسي، وأنّ هناك من يفهمه ويستطيع أن يعبِّر له عن مشاعره ويفرِّغ له أي مشاعر سلبية ممكن أن يتعرض لها سواء داخل المنزل أو خارجه.
- يحتاج المراهق أيضًا إلى إشراكه في أنشطة اجتماعية إيجابية هادفة: الأنشطة الاجتماعية من الأمور الضَّرورية في حياة المراهق، لأنها تبني له شخصية سوية وتعطيه راحة نفسية، وتشعره أنه شخص مهم وفعَّال في الحياة الاجتماعية.
- يحتاج المراهق إلى تأمين جو من المرح والتَّرفيه والنُّزهات: من الأمور المهمة التي تساهم في تأمين صحة نفسية سوية، تخصيص يوم في الأسبوع مع المراهق للنُّزهات والمرح والترفيه، حتى يفرّغ أي طاقة سلبية لديه وهذا الأمر ضروري لكل أفراد الأسرة بشكل عام، وليس فقط المراهق لأنه يساهم في تأمين راحة وسعادة نفسية لجميع أفراد العائلة.
- أيضًا يحتاج المراهق إلى التَّوجيه والتَّربية الإيمانية: هذه من أهم أمور الحاجات النَّفسية لأنها تساهم في بناء شخصية سوية بعيدة عن الشُّذوذ، والانحرافات الجنسية والأفكار الإلحادية.
- وأخيراً، المراهق يحتاج إلى التَّحفيز والتَّشجيع، وتقديم المساندة والدَّعم النفسي ومتابعته بشكل دائم، حتى نعزز لديه الثِّقة بالنَّفس ويتمتَّع بصحة نفسية سليمة بعيدة عن الاضطرابات والعقد النَّفسية.
هذه من أهم النقاط التي أحببت أن أتكلَّم عنها عن حاجات المراهق النَّفسية، مع أطيب التَّمنيات لكم ببناء علاقة إيجابية سوية مع الأبناء، ولا تنسوا الدُّعاء لهم والاستعانة بالله على تربيتهم تربية صالحة.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!