أسباب الحرمان البيئي عند الطفل
كثير من الأهل لا يعرفون عوارض الحرمان البيئي للطفل، ويخلطون بينه وبين عوارض التوحد؛ بسبب التشابه الكبير بينهما.
وبناء عليه أعرض فيما يلي أهم الأعراض التي تظهر على الطفل وتكشف الحرمان البيئي لديه.
فالحرمان البيئي، هو حرمان الطفل من التعرف على البيئة المحيطة به، وعدم إشباع حاجات الطفل النفسية والمعرفية واللغوية والاجتماعية، وعدم تنمية قدراته العقلية.
ويُعزى سبب الحرمان البيئي عند الطفل إلى انشغال الأهل والمحيطين به عن رعايته والتواصل معه، وخاصة انشغال الأم عنه بسبب كثرة أشغالها سواء داخل المنزل أو خارجه. وهذا الحرمان يسبب للطفل تأخرًا في نموه اللغوي والتعبيري، وعدم الرغبة بالتواصل مع المحيطين به، والانعزال وعدم حب الاختلاط مع الآخرين.
كما أن الوضع الطبيعي حرمان الطفل من إشباع حاجاته النفسية والعاطفية؛ سيؤدي به إلى مشكلات نفسية كبيرة لدى الطفل.
يُشار إلى أن الحرمان البيئي هو مكتسب من البيئة وليس فطريًّا أو جينيًّا، لأن الطفل الذي يعاني من حرمان بيئي هو طفل طبيعي بالدرجة الأولى، لا يعاني من أية مشاكل عقلية أو إدراكية، ولكن البيئة المحيطة به هي التي سببت له هذا الحرمان بسبب إهماله، وعدم رعايته وعدم تنمية مهاراته وقدراته العقلية، وعدم متابعته حتى يتطور ذهنيًّا ولغويًّا واجتماعيًّا، فأسهم هذا الإهمال في تأخر قدراته وتراجعه عن أقرانه.
أما أهم أسباب الحرمان البيئي عند الطفل هي:
- إهمال الطفل من قبل الأهل وخاصة الأم بسبب انشغالها عنه.
- عدم وعي الأهل وتدني المستوى الثقافي في الأسرة.
- عدم اختلاط الطفل بمن حوله، وعدم التواصل والحوار اللغوي معه.
- وضع الطفل أمام شاشات التلفاز والأجهزة الإلكترونية حتى تتخلص الأم من بكائه.
هذه أهم الأسباب التي تجعل الطفل لديه انعزال تام عن المجتمع المحيط به، ويصبح لديه تأخر لغوي وعدم حب للتواصل مع الآخرين.
كما يصبح للطفل عالم خيالي غير واقعي خاص به ولم يعد له رغبه بالتواصل البصري واللغوي مع الآخرين.
كما أن هذه العوارض مشابهة جدًّا لعوارض التوحد، ولكن الطفل المصاب بحرمان بيئي إذا خضع لبرنامج علاجي يتعافى بشكل أسرع من طفل التوحد، لأنه هو طفل طبيعي بالأصل أعراضه مكتسبه من البيئة ولا يوجد لديه مشكلات عقلية وإدراكية، أما الطفل المصاب بالتوحد لديه اضطراب نمائي يحتاج لبرنامج علاجي أطول من برنامج علاج الطفل الذي يعاني من حرمان بيئي.
أما عن كيفية علاج الطفل الذي يعاني من حرمان بيئي فهي:
- العمل على تطوير قدراته العقلية ومهاراته وتشجيعه على اكتشاف الأشياء المحيطة به.
- التكلم مع الطفل بشكل دائم ومحاورته حتى يكتسب المهارات اللغوية.
- إهتمام الأهل والمحيطين به خاصة الأم وإعطائه وقت كافي من الرعاية والاهتمام والحب والتفاعل والتواصل.
- حضن الطفل بكثرة والتلامس الجسدي معه والنظر في عينيه حتى يشعر بالحب والحنان والأمان.
- مساعدته في التعبير عن مشاعره والتفاعل مع الآخرين.
- تسجيله في حضانة أطفال حتى يكتسب مهارات اللعب مع الآخرين والتفاعل الإجتماعي.
- تسجيله في نوادي رياضية ومشاركته في أنشطة جماعية تنمي الفكر والمهارات.
- ومن أهم النقاط أن نبعده عن التلفاز والألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا المعقدة حتى يعود إلى الحياة الاجتماعية الطبيعية.
- تشجيعه على أن يلعب ألعاب تنمي الإبداع والخيال لديه مثل المكعبات وألعاب الفك والتركيب.
هذه من أهم النقاط التي تساهم في علاج الأطفال الذين يعانون من حرمان بيئي.
كما أتمنى من كل أم أن تعطي الوقت الكافي لأطفالها من رعاية وحب وحنان، وأن تتفرغ لتربيتهم خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة لأنها مرحلة بناء، الشخصية السويّة عند الطفل.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن