أهمية تعزيز المناعة النفسية
كل منّا لديه مواقف، مرّ بها في حياته من حزن، وألم وتعب نفسي، وصدمات نفسية، وعاطفية، منّا من واجه هذه الأزمات وتخطّاها برحابة صدر، وصبر، ورضا بقضاء الله وقدره، ومنّا من لم يستطع أن يتخطاها؛ فسببت له اضطرابات وأمراض نفسية، من أجل ذلك نحن بحاجة أن نحصّن أنفسنا من الأزمات، والصدمات حتى لا نسقط، ونصبح فريسة سهلة للأمراض النفسية فنحن بحاجة إلى ما يسمى "بالمناعة النفسية"، فما هي هذه المناعة النفسية:
جاء في تعريف المناعة النفسية أنّها: نوع من التحصين النفسي، الذي يحمي الفرد من الضغوط المحتملة والتهديدات، والأزمات النفسية، وذلك من خلال استخدامه للموارد الذاتية والإمكانيات الكامنة في الشخصية، مثل التفكير الإيجابي، الإبداع، ضبط النفس، الاتزان، الصمود، والمثابرة.
كما ارتبط مفهوم المناعة النفسية، بمفهوم المثابرة والذي يعني قدرة الفرد على تحمل الضغوط، ومواصلة الكفاح من أجل إنجاز المهام، وتحقيق الأهداف رغمًا عن النتائج العكسية والمقاومة والتثبيط.
وجاء أيضًا في تعريف المناعة النفسية أنها: القدرة على اكتساب قدر أكبر من المرونة، التي تسمح للشخص بالتكيّف السليم مع الضغوطات النفسية والاجتماعية، والحياتية.
فنحن مطالبون بأن نهتم بصحتنا الجسدية، وغذائنا الصحي؛ لأنّ الجسد أمانة وهو ملك لله عز وجل، حتى نتمتع بجهاز قوي يحارب الأمراض ويحمي أجسادنا من الفيروسات، فيجب علينا أن نهتم أيضًا بتقوية مناعتنا النفسية، لأنها تحمينا من الانتكاسات والصدمات والاضطرابات النفسية.
كيف نقوي مناعتنا النفسية؟
من أهم الخطوات لتقوية المناعة النفسية هي:
- مخالطة الأشخاص الإيجابين لأنهم يؤثرون على صحتنا النفسية.
- عدم الجلوس مع أشخاص يسببون الحزن ويبثون الطاقة السلبية.
-عدم جلد الذات بحال وقعنا بخطأ، وفشل معين من الأفضل أن نأخذ الدروس والعبر من كل فشل وقعنا به.
- الانتباه لأفكارنا هل هي إيجابية أم سلبية لأنها تؤثر على مناعتنا النفسية والحالة المزاجية.
- عدم القلق من المستقبل، لأنه بيد الله والتفاؤل بأن القادم أفضل بإذن الله.
- تخصيص وقت للترفيه عن النفس، والضحك والتنزه في الطبيعة لأنه يساعد في إفراز هرمون السعادة.
- عدم الاهتمام للانتقادات السلبية من الآخرين، لأن آراءهم تعبر عن شخصيتهم وليس عن شخصيتنا.
- اتباع نظام غذائي صحي، لأنه يسهم في تحفيز هرمون السيراتونين وهو هرمون السعادة وتحسين الصحة النفسية.
- العمل على إسعاد النفس وعدم تفضيل الآخرين على راحتنا وسعادتنا.
- عدم السماح لذكريات الماضي المؤلمة بأن تسيطر علينا، بل يجب أن نتحرر منها حتى نشعر بالراحة النفسية.
- الابتعاد عن كل ما يسبب التوتر لأن التوتر يزيد من إفراز هرمون الكورتيزون الذي يضعف مناعة الجسم.
- العمل على تقبل ظروف الحياة، بكل ما فيها من تغييرات حتى لا نتفاجأ بالخيبات والصدمات.
- تقوية الثقة بالنفس، لأن الشخص الواثق من نفسه لا يسمح للفشل والمواقف السلبية أن تهز ثقته بنفسه ولا يتأثر بها.
- العمل على تقوية الجانب الروحي، والصلة بالله لأنها تعطي راحة نفسية وتقوي المناعة النفسية.
- الرضى بقضاء الله وقدره، والتسليم بأن هناك أمور يجب تقبلها لأنها خارجة عن إرادتنا.
وأخيرًا لا ننسى أن كل منا قادر على أن يسعد نفسه، لأنّ السعادة قرار نابع من داخل النفس فالحياة قصيرة جدًّا، فلا نحمّل أنفسنا فوق طاقتنا ونقضي حياتنا بالهم والغم والحزن، سنحيا مرة واحدة في هذه الحياة الدنيا، لنجعلها حياة ممتلئة بالفرح والسعادة والراحة النفسية، ونتذكر دائما أن نحصن أنفسنا بالمناعة النفسية لأنها الدرع الذي يحمينا على تخطي صعوبات الحياة.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!