أما آن الأوان لنفضِ الذلِّ والهوان
لم تكتفِ الدُّوَل الغربيَّة بإطلاق هجماتها الفكريَّة الخبيثة لتضربَ مجتمعنا العربيَّ الإسلاميَّ، وتبثَّ سمومَها عسلًا لتهدمَ قيَمَ الأسرة فتدنّس فِكر نسائنا وتسلُب براءة أطفالنا فحسب، بل تجرَّأت وتطاولت بوقاحة على كتابنا المقدَّس.
لا ريب أنّ قرآننا الكريم محفوظٌ بحفظ الله تعالى له، مهما حاول أعداء الدِّين أن يطمسوا حروفَه وتعاليمَه، ورغم الغفلةِ التي غشيتْ معظم المسلمين، لكنَّ المسألة هنا ليست في ذلك أبدًا، إنمّا في مدى تضحيتنا ومقاومتنا في سبيل الله تعالى وكتابه الشَّريف.
ماذا فعلنا لطاعة الله تعالى، ولتطبيق كتابه في واقعنا ولاعتزازنا بإسلامنا؟
ماذا فعلنا لتليقَ أمَّةُ محمَّدٍ بنبيِّها محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام؟
إنّ الجبالَ التي تُسبِّح الله بكرةً وأصيلا توشك بصلابتها وجَبَروتها أن تتَفَتَّتَ ألمًا وحسرةً لما آلت إليه أحوالنا، وتكاد الأرضُ تنشَقُّ والسَّماء تنفطر لهَول ذلك، أمَّا نحن فنتنازع ونتخاصَمُ ونتجابه حتى صغائر الأمور، ولا نتفق إلا على مزاعم من يقول: الغرب بلاد النِّظام، والرَّفاهيَّة والسَّعادة، وأنَّها البلاد الَّتي كُتِبَ عنها "رأيت إسلامًا بلا مسلمين"..
أين رُقيُّ تلك البلاد التي تتعدَّى على المقدَّساتٍ الدينيَّة؟
أتلك حرِّيَّةُ التعبير التي صدّعوا بها رؤوسنا؟
أين حرِّيَّة التَّعبير عندما يعلنُ بعضُ مواطنيها رفضَ الشُّذوذ الجنسيِّ؟ أو يُصَرِّح برفضه مسلم!
أين رُقيُّ تلك البلاد وتحضُّرها حينما تَسلبُ أُسرَةً أبناءها لِيَتَبنّاهم شابَّان شاذَّان مثلًا، فينشؤون في بيئةٍ يَملؤها الفسق والفجور، بل في غابة!
أينَ الحضارة في تلك البلاد الّتي تبيحُ الزِّنا والإجهاض والمساكنة التي يستعبدُ فيها الصديق صديقته، وتَدَّعي مناصرةَ حقوق الطِّفل والمرأة؟
هل يبقى الشيخ محمد عبده على رأيه لو كان بيننا اليوم ويقول: رأيت في الغرب إسلامًا بلا مسلمين!!
هل وجد الذين تهافتوا لركوب البحر عن طريق هجرةٍ غير شرعيَّة عبيرَ أحلامهم الورديَّة أم خنقتْهم الخيبةُ هناك، ووضعوا على جِراحهم مِلْحاً وسكتوا؟
ببالغ الأسى أعلِّقُ على عبارة: (رأيت إسلامًا بلا مسلمين) فأقول: لم أرَ بالمجمل سوى أناسٍ مادييْن ظاهرهُم اللطف ومن داخلهم الطمع والأنانية، لم أرَ بالمجمل إلا أبناء الذين استعمروا أوطاننا، وسلبوا أبناءنا وأموالنا، واغتصبوا مقدراتنا وطاقاتنا.
لم أرَ إلا أناسًا سرقوا آثارنا وحاولوا أن يسيئوا لنبينا صلى الله عليه وسلم.
وأشد ما أدهشني أنني رأيت في بلادنا أناساً يروق لهم العيش بالذلّ فينظرون إلى الفاعلَ بِعيَن المبهور المسرور!
أما آن الأوان لنفضِ الذلِّ والهوان عنَّا وارتداء ثوب الفخر إذ إنَّنا جندُ مُحمَّد؟
أما آن الأوان لنشلَّ الأيادي الَّتي امتدَّت تتلاعبُ بعقيدتنا وفطرتنا في عقر ديارنا وتعتدي على ديننا وقرآننا؟
أيها العرب أيها المسلمون، لقد طال رقادنا حتى تطاول علينا السَفَلة والأنذال.
أفيقوا قبل يوم لا ينفعُ الدمعُ ولا الندم. أفيقوا قبل فوات الأوان.
# بتصرّف
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة