دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
ياقوتة الأبرار
هِبْتُ المَقامَ لِهيْبَةِ المُخْتارِ
والعَيْنُ تَعْشو مِنْ سَنَا الأنْوارِ
وقَرِيحَتِي خَجْلى وَنظْمِيَ قَاصِرٌ
فَالشِّعْرُ عَنْ ياقوتة الأبْرَارِ
عَمّنْ أَحَالَ اللّيلَ نوراً وانْثَنَى
لِيُضِيءَ دَرْبَ العَالَمِ المُحْتَارِ
عَمَّنْ تَفَضَلْتِ الفَضَائِلُ عِنْدَمَا
شَرُفَتْ بِأَحْمَدَ وَازْدَهَتْ بِالغَارِ
انْظُرْ إلَى كُلِّ المَدَائِنِ قَبْلَهُ
فَالشِّرْكُ غَطَّى سَاْئِرَ الأَقْطَارِ
وَعِبَاْدَةُ الأَصْنَامِ فِيْ أُمِّ القُرَىْ
فِي مَوْئِلِ الحُجَّاجِ وَالعُمَّارِ
خَضَعُوا لِأَحْجَارٍ وَطَافُوْا حَوْلَهَا
يَاْ خَيْبَةَ العُبُّادِ لِلْأَحْجَارِ
وَالظُّلْمُ شَاعَ فِيَا لَهَا مِنَ غَاْبَةٍ
فِيْهَاْ القَوِيُّ يُطِيْحُ بِالأُغْرَارِ
وَقَطِيْعَةُ الأَرْحَاْمِ عُرْفٌ ظَالِمٌ
وَالبِنْتُ تَحْتَ مَعَاْوِلَ الحَفَّاْرِ
وَقَبَاْئِلُ العُرْبِ غَدَتْ مَأْسُوْرَةً
مَاْ بَيْنَ رُومٍ أوْ عَبِيدِ النَّارِ
فَأَتَى المَلاكُ إلى النَبِيِّ يَؤُزُّهُ
ابْدَأْ مَسِيرةَ عالَمِ الأطْهارِ
وَاخْتَارَ رَبُّ الكَوْنِ أفْضَلَ خَلْقِهِ
هَذَاْ مُحَمَّدُ آَسِرُ النُّظَارِ
فدعا إلى التَّوْحِيدِ أشْرَفِ فِكْرَةٍ
فَأَبَوْا سِوَى مُتَعَفِّنِ الأَفْكَارِ
بَذَلَ الدِّمَاْءَ لِقَوْمِهِ كَيْ يَهْتَدْوْا
فَتَمَنَّعُوا وَتَجَلَّلُوا بِالعَارِ
عَمَدُوا إلى زَيْنِ الخلائِقِ والوَرَى
وَرَمَوْا عَلَيهِ فَاْحِشَ الأَقْذَارِ
هَجَرَ النَّبِيُّ بِلاَدَهُ بَعْدَ الأَذَىْ
وَشِعَاْرُهُ: ما هذِهِ مِنَ دَارِ
وَأَوَىْ إِلَىْ الأَنْصَارِ يَشْدُوْ صَوْتُهُمْ
" يَاْ حَبَّذا مُحَمَّدٌ مِنْ جَاْرِ"
فَأَقَاْمَ لِلْإِسْلَاْمِ صَرْحَاً شَاْمِخَاً
وَأَزَاْلَ حَقّاً دَوْلَةَ الكُفَّارِ
وَحَوَىْ المَنَاقِبَ كُلَّهَا فِي شَخْصِهِ
هُوَ خَيْرُ مَخْلُوْقٍ بَرَاْهُ البَارِي
أَمَّاْ البُطُوْلَةُ فَالنَبيُّ مِلَاْكُهَاْ
أَعْظمْ بِهِ مِنَ خَاْئِضٍ لِغِمَاْرِ
فَفُحُوْلُهُم لَمَّاْ المَعَارِكُ تَصْطَلِيْ
يَتَتَرَّسُوْنَ بِسَيْفِهِ البَتَّاْرِ
وَحَيَاْؤُهُ يَعْلُوْ مُحَيَّا وَجْهِهِ
وَسَخَاؤُهُ في اليُسْرِ والإِعْسَاْرِ
وَيُوَاسِيْ طِفْلَاً في نُغَيْرٍ قَدْ قَضَى
وَيُجِيبُ دَعْوَةَ أَفْقَرِ الأَنصارِ
وَسَبَى القُلُوْبَ بِفَتْحِ مَكَّةَ عِنْدَمَاْ
رَضَخَ الجَمِيْعُ وَضَاقَ كُلُّ خِيَارِ
وَقَفَتْ بَقَاْيَاْ الشِّرْكِ تَحْنِي هَامَها
ظَنُّوا النَّبيِّ سَيَشْتَفِيْ بِالثَّارِ
لَكِنَّ حِلَمَ مُحَمَّدٍ أُعْجُوْبَةُ
يَزْهُوْ بِه التَّارِيخُ في الأَعْصَارِ
يَا قَوْمُ أنْتُمْ طُلَقَاءُ المُصْطَفَى
يَعْفُوْ ويغْضِي عن أذَى الأشْرَارِ
يَاْ أَيُّهَا المُخْتَاْرُ حَسْبِي أَنَّنِي
بِمَدِيْحِكُمْ قَدْ زُيِّنَتْ أشْعَارِي
أبْصَرَتُ غَيْضًا مِنْ فُيُوْضِ كَمَاْلِكُمْ
وَلَأَنَتْ فَوْقَ قَصَاْئِدِ الشُّعَّارِ
هَذَاْ القَصِيْدُ أَقُوْلُهُ مَعْ أَنَّنِي
هِبْتُ المَقَامَ لِهَيْبَةِ المُخْتَارِ
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!