دروس وعِبر من طوفان الأقصى
الحمد لله منزل الكتاب، وهازم الأحزاب، وأصلّي وأسلم على إمام المجاهدين وقائد الفاتحين، وآله وصحبه نجوم الهدى وأسْد الغـــــــاب.
أما بعد، فهذه نقاط معتصرة رصدتها دروسًا وعِبَرًا من ثمرات "طوفان الأقصى" عسى الله تعالى ينفع بها.
- عودة استكشاف الإسلام من قِبل الغربيين، وثَمَّ من أسلم.. وكثير منهم أبدوا اندهاشهم من تلقي الغزّيين للمجازر المهولة، بحمد الله والرضا بقضائه وبالقوة والعزيمة، وعَزْو ذلك إلى القرآن..
- انتشار اللحمة الإسلامية ومعاني الأخوّة وآصرة الإيمان.. وهو مكسب عظيم. فكم عمل الأعداء وما زالوا في بث الفرقة بين الأمة، ونشر النعرات الوطنية الجاهلية ولطالما أورثتنا الفشل والانهزام .
- هجرة الصهاينة اليهود العكسية، ومن ناحية أخرى أصبح كالمستحيل إقناع اليهود في أصقاع الدنيا أن يأتوا إلى مقبرة الغزاة فلسطين رغم فحش المغريات.
- تهشيم شائعة تدعى: الجيش الذي يقهر وتمريغ أنفه في التراب الغزي الأبيّ.. وهذا من أعظم نقاط النصر.. لما يستتبعه من تنامي بذورالرعب في نفوسهم والقوة فينا، والهزيمة المعنوية سابقة للهزيمة الفاصلة على الأرض.
- افتضاح زيف الدعاوى الغربية كحقوق الإنسان والحريات إلخ، حتى رأينا من أعرب عن "صدمته" وثاب إلى رشده، عن تصرفات هذه الكيانات من قوى الاستكبار العالمي.. من العرب، ومن الغرب..
- انتهاك ستر المنافقين ونحوهم، من جلدتنا.. ممن يتكلمون بألستنا، وهم في كل دولة.. وهذا مقصد عظيم وحيوي وهو من مقدمات النصر "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب".
- تيقظ كثير من شباب المسلمين للوعي بواقع الأمة، بل هناك من تحرك فيه حوافز قوية ومنعطفات ،كالتوبة أو بناء النفس علميًّا، وعمل مشاريع.. على خطى الإعداد.
- ظهور خزي حكام العرب بنحو فجّ.. بل حتى إيران التي تتاجر بقضية فلسطين هي وأذرعها الخبيثة، بان عوارها لكثير من المغفلين ممن كان يحسبهم على شيء.
- وبعد أن كانت التفاهة عنوان المشهد في ساحات كثيرة، ومشاهير الكرة والسخف قدواتٍ للشباب إلا ما رحم، صرنا نرى الناس ترفع صور أبي عبيدة، باعتزاز.. إلخ
- استخراج معادن الناس.. فكم شاهدنا من مواقف مؤثرة من شتى بقاع المعمورة تفاعلا مع الحدث، وارتفاع منسوب الإيمان في الأمة..
- دروس عملية في العقيدة حضرناها، والمعلمون فيها كانوا هم أهل غزة بامتياز، في تعليقاتهم الدالة على التوكل والثبات ومعاني العزة والإباء..
- إفساد "المشروعات" الشيطانية في المسارعة في التطبيع والتصهيُن، وخيبة من وراءها.
- ارتباك عالمي.. ظهر في تصريحات سياسيين كبار وزخم هائل بالدعم السريع.. بنحو مبالغ فيه، فالعالم يدرك أن تغير معادلة القوى يصنع أفقًا جديدًا.. ويتخوّف على مستقبله ومستقبل وكلائه في المنطقة. .
- إحياء مفهوم الجهاد.. والإعداد.. ولن تسترد الأمة مجدها إلا من طريقه.
- ومن الدروس جو الألفة بين الغزِّيين فأذكر ما وقع منهم ويقع من تقاسم اللقمة وتشارك الهم والهمة بالمهاجرين والأنصار..
- تجلي الصورة المشرقة للمرأة المؤمنة الصابرة المحتسبة ممثلة في الأم الغزّيّة المضحية والمستبشرة بالشهادة.
- التفات كثير من المسلمين إلى التماس هدايات القرآن العظيم بتنزيل آياته على الواقع.
- ومن دروس الطوفان.. إدراك ناصع لهشاشة اليهود ومن خلفهم برغم هَول القدرات المادية .
- ومنها إحياء "ثقافة" المقاطعة.. وهذا خلق يعزز في الأمة روح العزة والاستقلال عن التبعية.. ويربي المسلم أن يكون ذا نفسية قوية.. لا دنيّة.. كلما اشتهت اشترت! مع ما فيه من تأديب اقتصادي لقوى الطغيان.
- أثر الإعداد المأمور به شرعًا "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة" مع التوكل على الله عز وجل في قوة النتائج، فقد أعد المجاهدون جيدا لهذا الطوفان مدة طويلة .وما نحسبهم إلا من أهل التقوى والإيمان.
-وبحسب تصريحات مسؤولين كبار في الغرب، أعاد طوفان الأقصى خيار مواجهة "إسرائيل" بالقوة
لأنه قضى على قواعد النظرية الأمنية التي كان يقتات عليها الصهاينة فيما مضى.
-وأختم بأنّ من كبريات العبر أن تعلم بأن العالَم لا يحترم إلا القوة، وأما لغة الخنوع والضعف فليست لا تجدي وحسب، بل تركب قوى الطغيان أهلَها وتحتقرهم وتستعبدهم ومآلات هذه اللغة التهلكة ولبس العار ولعنات التاريخ.
ومن أعظم ما يستخلص من الدروس أن الطوفان حجة بالغة على الأمة في أن تثوّر (وأعدّوا لهم ما استطعتم..)، وما تزال الدروس المتقاطرة تترى.. ولينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقوي عزيز.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
هل تظنُّون؟!
السنوار... رسالة الرمق الأخير
فلْتَكُنِ العربيّة مادّة وازنة!
من شموس المشرقين.. في تاريخ هذا الدين!
فكُن إيجابيًّا