ودّعتكَ أناملي
معاً إلى عقل أحمد، فكل ما يفكر فيه ويفعله خارج الأقواس، وكل ما يكتبه أو يقرأه على الواتساب أو الفيسبوك عبر جهازه الآي فون بين قوسين.
آي فوني الجديد كم أحبك! (يكتب: ما إفطاركم اليوم؟) أفتح باب البيت.. نفَس عميق.. ياااه روائح شهية تخرق الأنف وتَنفُذ إلى القلب مباشرة! (يكتب: مبااارك عليكم الشهر... أوله رحمة) فلأستلق على سريري قليلاً.. وأخيراً المكيّف.. (يكتب: ها هو ضيفنا العزيز قد حلّ علينا بحُلته البيضاء، ليضع لمساته الحنون على صدورنا المتعطشة.. إليكم هذا الرابط فيه نشيد راااائع عن رمضان) قارب وقت المغرب، حبيبتي أمي دائماً لديها ألذ الأطعمة.
الأم: أنت جئت يا حبيبي؟ كيف كانت الجامعة؟ هيا تعال تناول مني الأطباق.. لحظة أمي..
أوه بوستر تهنئة برمضان إبداعية... (رمضان مبارك عليك أيضاً أخي.. أعاده الله علينا).حسناً قادم... ثوان...
"أححح" شعور الماء البارد رائع وهو يتغلغل في عروقي (يقرأ: أبو حْميد أذّنَ عندكم؟) أوه لا! إلا نظرات أبي! (يكتب: أذّن عندنا منذ دقيقة).
بعد أيام...
يا صباااح ال... أي صباح؟! يا عصر الدبق والعرق، لِمَ لَمْ تأت الكهرباء بعد! يا للهول صلاة الظهر!!! باقي ١٠ دقائق!! سأكتب بسرعة: (يكتب: أوسطه مغفرة)... الحمد لله لحقت الصلاة. (يكتب: أين ستصلي التراويح اليوم؟ يقرأ: مسجد الراشدية لم أجد قبله ولا بعده) سأقرأ صفحتين من الختمة قبل المغرب... ناااااانيييييييي!! يا شريرة قلت لك مصحفي هذا لا تلمسيه! لدينا مصاحف كثيرة، في البيت لا يعجبك إلا مصحفي؟! (يقرأ: أين اختفيت؟ يكتب: صدقني يا بلال يجب أن تحمد ربك لأنه ليس لديك أخوات) أف... كيف سأعرف الصفحة الآن؟!
يوم آخر:
(يقرأ: عتق من النار، حاسبوا أنفسكم على ما مضى واجتهدوا فيما بقي)... آخر ركعتين أصليهما... مسجد حسان أفضل بكثير... لا يقرأ القرآن كله في ركعة واحدة! (يقرأ: تقبل الله يا حبيب.. كل عام وأنت بخير. يكتب: وأنت بخييير) لألحق بالشيخ قبل الركوع... أوه لم ألحق به! لا بأس سأعوِّض بعد السحور.
وفي يوم آخر...
معمول بالتمر والجوز والفستق، هَلَّ العيد والبيت يعج بالضيوف عَجّاً، أُففف؟! أرجوك أبي أرجوك! آي فوني يئن على الطاولة بجانبي وأعجز عن لمسه.. أبي دعني أكتب تعليقاً سريعاً، الضيوف لن ينزعجوا.. أكتبها بسرعة ثم أُغلقه تماماً صدقني.. موافق؟ شكراً جزيلاً يا أَحَنّ أب..
أعتقد أن صديقي أرسل لي معايدة...
(يقرأ بوست: وداعاً رمضان، ما ودعتك جيداً ولكن ودعتك أناملي!).
يُعيد أحمد الهاتف لمكانه
تمت
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن