دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
عندما تتنصّر الأسماء
سيتبادر لذهنك عندما تسمع أنّ شخصًا يسمى كيزاكي أنه ياباني، وأن كاولوس برازيلي، وأن مجتبى أكبر إيراني، وأن جونغ كوري، وأن مالديني إيطالي، وأن محمدًّا مسلم، وكشيشيان أرمني، وهكذا...
الأسماء جزء من الثقافة والانتماء والتقاليد... غير أن الإسلام جعلها من لوازم الانتساب لهذا الدين، ولذلك فإن كل الذين يسلمون يعمَدون إلى تغيير أسمائهم، إلا ما كان اسمًا عربيًّا لا يدل على كفر، أو ذل، أو عيب أو معرة.. وقد غيّر النبي صلى الله عليه وسلم، أسماء مائة وعشرين صحابيًّا...
والملاحظ اليوم، ونحن ندلف إلى منتصف القرن الخامس عشر الهجري أن أسماء المواليد الذكور، ما زالت أصيلة في الانتماء العقائدي أو الانتساب القومي، وأن أسماء محمد وأحمد وعمر وعلي وحسن وحسين وعبد الرحمن وعبد الله وخالد ما زالت حاضرة بقوة.
لكننا في الميدان النسائي قد خسرنا الجولة بوضوح، وأصبحت أسماء الإناث أسماء غربية لا تمت إلى العربية بل إلى الدين بصلة..
يعني نحن لم نعد نطالب بأسماء عائشة وخديجة وفاطمة وأسماء وزينب ورقية...
بل نريد فقط أسماء عربية مثل سعاد سناء خلود نجوى إيمان...
العجيب أن كل الشعوب ما تزال تعرف من أسمائها أديانها ومللها وثفافتها، إلا أسماء إناثنا الصغيرات الجدد فأنت لا تسمع إلا "لاميتا، مانيسا، هيفين، وإيلين، مايا، نايا، سيلين، سيفين، كلاريتا، مارينا"، وغيرها من هذه الأسماء، ثم يبررون فعلتهم بأن لها معاني عربية جميلة فهذه تعني الزهرة وتلك تعني الوردة وتياك تعني السحاب....
إنني من موقعي الديني أستطيع مع ميلي الواضح إلى التيسير في الأحكام أن أقول بأن تسمية المواليد بأسماء غربية، حرام شرعًا وأن الآباء سيسألهم الله عن ذلك يوم القيامة، وأن تسميتهم بهذه الأسماء هو نوع من عقوق الآباء للأولاد..
ماذا لو سمى المسلم غدًا ابنه باسم جورج أو جرجس؟! وعندما أنكرنا عليه قال لنا أن معنى جورج وجرجس الفلاح... هل يمكن أن يستقيم هذا...؟!
لقد تنصّرت أسماء الكثيرات، وصرنا نخاف بعد أن ضاعت الأسماء، أن تضيع المسمّيات وثوب الآخرين لا يدفئنا..
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة