دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
الشيء في معدنه لا يُستغرب
طبيعةُ العدوّ أن يمكرَ ويغدِر ويُجرم ويُسيء ويتبِّر ويخطِّط ويذبح ويقتل ويَحرق ويَخون ويَنقضّ...
فمَن فوجِئ بغدر عدوّه فهو يستأهل هذه المصيبة...
ومَن تلقَّى صفعةً ممّن استأمنه فإنّه يستحق الصفعة الثانية لو وقعت...
وعندما أقرأ بياناتٍ تصفُ عمليات العدوِّ بأنّها غادرة واغتيالاتِه بأنها جبانة أضحك في سرّي... فلا العدوان غادرًا ولا الاغتيال جبانًا.. فدأْب العدو ودَيْدَنُه أن يفعل ذلك.
ومن أنزل العدوَّ منزلة الصديق فهو بالهزيمة والذُّلِّ جديرٌ وخليق...
وما تفعله فصائلُ الجهاد في فلسطين أنها تخوض معاركَ متعدّدةً في وقت واحد وعلى أكثر من صعيد، مع يقينها التامِّ أن العسلَ الذي يقدِّمه الصهاينة لا بد أن يكونَ فيه الموت الزُّؤَام؛ لأنهم عرفوا عدوَّهم...
هذه السجيَّة وغيرها فيهم جعلتهم يحقِّقون انتصاراتٍ عظيمة في طوفان الأقصى.
لكنْ ما يلفت النظرَ ويسترعي العجب ويستدعي الانتباه أنَّ هناك صهاينة عربًا يتآمرون على فلسطين والقدس والأقصى، وينظرون إلى مجاهدي فلسطين على أنهم إرهابيُّون، وأنّ إرهابيي الصهاينة هم أصحاب حق!
ويقيني أنّه لو قُدِّرَ للجيوش العربية في دول الطَّوق أن تتمَّ تغذيتُها عقائديًا كما يتمُّ مثلهُ للجيش الصهيوني فإنّ الكيان الصهيونيَّ لا يعيش إلّا أيامًا.
صار واضحًا جدًا أنّ مشكلتنا في سفينتنا التي يتسرَّب إليها الماء ويتهدَّدها الغرقُ، وأنّ كلَّ المياه مهما تعاظم موجُها لا يُغرق سفينتَنا إلا إذا خُرقت من الداخل.
وصار واضحًا جدًا أن بريطانيا ووريثتها في الهيمنة أمريكا هي التي تحدِّد لدولنا سياساتِها الخارجية والداخلية الكبرى، وأن حكَّام العرب - في أغلبهم - يشبهون رؤساء مقاطعات ذات حكمٍ ذاتيّ وليس لهم الحقّ بأن يتخذوا قرارتٍ ذاتَ صلة بالخارجية والدفاع...
صار الواحدُ منّا يتجاذبه تيّاران كلاهما مُرٌّ وعلقم.
فإمّا أن يؤيّد الأنظمةَ العربية المتماهية مع الصهاينة، وإمّا أن يؤيّد محورًا يتظاهر بأنّه ضدّ الصهاينة..
لكنّ طوفان الأقصى حسم الأمر... ورجال الطوفان هم التيار الثالث الذي لا يسعنا إلا نكون جنودًا فيه، أو خدمًا لأصحابه.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة