ألمٌ يعقبه أمل
يقول الله تعالى في كتابه العزيز عن الإنسان: {إنَّه كان ظلومًا جهولًا}.
حيث إنَّها الحالة السائدة في عالمنا، ما إن يقوى الإنسان حتى يصبح مستبِّدًا ظالمًا يريد أن يتحكَّم بكلِّ من حوله قائلًا: "نفسي نفسي".. ويجعل الناسَ كلَّهم عبيدًا.. إلّا من رحم ربي.
هذا الاستبداد الذي هو نتيجةُ جهلٍ لدى الإنسان، يجهل خالقه، يجهل غايته التي خُلق لها، يجهل قدْره ويجهل مصير هذه الدنيا، يتشبّث بها ظانًّا أنه مخلَّد فيها..
يقول الإلبيري في قصيدةٍ له متحدِّثًا عن الدُّنيا:
"ولم تُخلق لتعمرها ولكن لتعبُرَها فجدّ لما خُلقتا"
هذا الجهل، جعل الإنسانَ طمّاعًا لا يشبع، يريد أن يُشبِعَ رغباتِه ويُحصِّل أمانيه ولو على حساب إخوانه البشر، يقتل يظلم ينهب ولا يبالي، لأنّ مصلحته هي الأساس! ولو أنّه علِمَ حقيقة الدُّنيا ما طمع بحبَّة تراب.
المظلومون لهم ربٌّ يدافع عنهم ويحميهم ويستردُّ حقوقَهم ولو بعد حين، لكنّ الظلم سرطانٌ يفتك بهذه الأمَّة المستضعفة، وكلُّنا سكوت، سكوتٌ لأنّنا اعتدنا الظلم والطغيان، رضينا بالواقع المرير وصرنا لا نحرّك ساكنًا ونحن نرى الظلم بأعيننا يُمارَسُ على إخوان لنا في فلسطين. من صهاينة تجرَّدوا من الإنسانيَّة. ما عساه الإنسان أن يقول، وإخوانه ينزفون، يبكون على حالهم من جهة، وعلى خذلان إخوانهم لهم من جهة أخرى، ونحن كسجينٍ مكبَّل يتأمَّل إخوانه من خلف القضبان، ولا يستطيع حراكًا، يمدُّ يديه للدعاء، إذ لنا ربٌّ لن يخذل عباده المؤمنين الصامدين {الّذين أُخرِجوا مِنْ دِيارِهم بغَيْرِ حَقٍّ إلّا أن يَقولوا رَبُّنا اللهُ}.
دعاءٌ يرافِقُه حزن على حال الأمَّة، أفرادها نائمون إلا من رحم ربي، وكأنّ فلسطين كانت مجرد "ترندًا"، وتفاعُلُنا معها كان في البداية فقط، وكان الله يحبُّ المحسنين!
حالُنا مُتعِبٌ مُبْكٍ؛ نحن بحاجةٍ إلى أن نشمِّر عن سواعد الجِدِّ، ونعتصم بحبل الله جميعًا ولا نتفرّق! فذا أمرُ ربِّ العالمين وهو أعلم بعباده..
نحن بحاجة إلى أن نزيدَ الوَعْيَ بين أوساط الشباب ونُعرِّفهم بالهدف الذي ينبغي أن يشغل تفكيرنا أجمعين، أن نضع هذه الأمَّة وجراحها ضمن الأولويات، أن نعمل على إصلاح أنفسنا وإصلاح من حولنا وتحذيرهم من الركون إلى الغرب المستبدِّ الظالم، الذي همُّه إضعاف شبابنا وإبعادهم عن دينهم ونشر التفاهة بينهم حتى يصلوا إلى هذا الضعف والهوان!
والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة