دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
هكذا هو!
بلحظة خاطفة تَحدثُ الزلازل فتمحو مدنًا وبلادًا، وبدقيقة سريعة يثور بركان هامد فيجعل الجوار نارًا وآثارًا وبلمحة عين يأتي تسونامي فيجعل البناء أثرًا بعد عين..
هذه عيّنة من أقدار الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء..
خرج الشعب السوري في آذار ٢٠١١ ينادي بكرامته وحرِّيَّته فقام الأسد وكلابه بمواجهة العزّل بالسلاح والاعتقال. وحين امتدت الثورة ازداد النظام قسوة وإجرامًا، وحين فشل استعان بحزب الله ففشلا، فاستعان بالإيرانيين ففشلوا، فاستعان بالروس الذين نفَّذوا سياسة الأرض المحروقة وجرّبوا ٥٠٠ سلاحًا جديدًا على أجساد المدنيّين والأطفال. وتراجع العرب عن دعم الثورة واصطفّوا مع النظام، لأنّهم من بوتقة واحدة. وتمَّ جمع ثوّار سوريا وحصرهم في شمالها في إدلب تمهيدًا للقضاء عليهم وعادت الروح للنظام، وتمّ إعادته إلى المؤسّسات العربيّة وشعرْتُ أنا وكثيرون كثيرون أنّ هذا النظام باقٍ إلى فترة طويلة. وإذْ بالحاقّة تقع وبلمحة عَيْن تتغيَّر الجغرافيا ويتقدَّم الثوّار كأنّهم يتسابقون بالسّيّارات بينما كان جيش النظام منهارًا مذعورًا، وخلال أيّام قلائل كان الثوّار في القصر الرئاسي في دمشق، وصار الأسد في الإقامة الجبريّة في روسيا، وصار دهاقنته وجلاوزته يبحثون عن بيت يؤويهم أو كوخ يكنُّهم.
الثوّار أنفسهم ليسوا مصدّقين ما جرى.
النظام ورجاله لم يعوا حتّى الآن ما حدث.
الشعب السوري ما زال أفراده يظنّون أنّ هذا الذي يعيشونه هو حلم جميل ويخشون أن يستيقظوا على حقيقة مؤلمة.
لكنّ لله حكمًا آخرَ وفعلًا آخرَ وقضاءً آخر.
﴿حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ ]يوسف[110:
اللحية التي كانت تهمة صار أصحابها حكّامًا.
الصلاة التي كانت في الجيش ذنبًا صارت اليوم تُؤدَّى في الثكنات جماعة.
العلويّون الذين كانوا يبطشون بالشعب مستندين إلى طائفتهم صاروا بتبرَّأون منها.
الأسد الذي كان يحكم سوريا صار اليوم لا يستطيع الإدلاء بتصريح سياسيّ.
سبحانك ربي ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن﴾.
أتى نصر الثورة والثوّار في سوريا ليعطينا درسًا بعدم اليأس والقنوط.
كان أحد السلف يقول: إذا دعوْتَ الله فاستجاب لي فرحْتُ مرَّة وإنْ لم يستجب لي فرحْتُ مرَّتين لأنّ استجابته دعائي هو اختياري وعدم استجابته هو اختياره وإنّ اختياره أفضل من اختياري.
لو نجحَتْ الثورة في سوريا في أوّلها لربّما تكرّر على أبواب دمشق ما رأيناه على أبواب كابول عام ١٩٩١.
الدماء لا تذهب هدرًا في الدنيا. وأمّا في الآخرة فللظالمين ما يشيب الرؤوس ويهدّ الأركان ويقصف المفاصل.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء العاشر
هكذا هو!
ماذا يعني انتصار ثورة أهل الشام؟!
تحرير العباد.. من التقليد في الأعياد!
رجلٌ من أقصى المدينة.. يسعى!