ابتسامة.. تبدِّدُ وَجَع الفَقد
إنّ وصيّة الشهيد بإذن الله صالح الجعفراوي تجعل مشاعر المستمع تختلج بين الفرح والحزن...
فعندما نسمع صوت إنسانٍ كان ذا أثرٍ، وعلى ثغرٍ عظيم، يودّع الدنيا بكلماتٍ مفعمةٍ بالألم والعزيمة، ويقول:
"لا تزعلوا... إني استُشهدت" وهو يبتسم، ندرك أن هذه الابتسامة وحدها تختصر عظمة الشهادة في سبيل الله.
لقد حوّل صالح بكلماته الحزنَ إلى فخر، والألمَ إلى عزّ، فكانت ابتسامتُه نورًا يبدّد وَجَع الفقد.
ضحّى صالح من أجل أن تصل الحقيقة إلى الناس...
لم يحمل سلاحًا، ولكنّه لزم ثَغْره بإيمانه وعَدَسته ويقينه.
ثبت حيث يجب أن يثبت، وبقي يحاول حتى آخر أنفاسه.
كان على ثَغْره، ينقل صوت العزّة والألم إلى العالم أجمع، وسلاحه الكلمة الصادقة التي واجه بها جدار الصمت، مدركًا أنها قد تكلّفه حياته، لكنه ظلّ يرابط بها في وجه الباطل.
لقد فهم صالح أن المؤمن لا بد أن يلزم ثغره، وأن الاستشهاد ليس نهايةً ولا فقدًا لصوت، بل هو ولادةُ رسالة.
إنّ ملازمة الثغور لا تحتاج دائمًا إلى درعٍ وسلاح، بل إلى قلبٍ صادق، ولسانٍ لا يخاف في الله لومة لائم.
رحمات الله على صالح الجعفراوي وسائر الشهداء، فقد أضاؤوا الطريق لنا، ولكل من بقي مرابطًا على الثغر.
"لا تنسوا غزّة... لا تنسوا فلسطين."
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"




أدب الحوار والجوار.. بين لغة العقل وهشيم النار
حين يكون الصدق قيمة عُليا
التربية على القيم الإسلامية في زمن الانفتاح
ابتسامة.. تبدِّدُ وَجَع الفَقد
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء العاشر