زوجتي .. باردة جداً!!
الاستشارة:
أعيش مع زوجتي حياة هادئة مستقرة، أُكنّ لها المودة وكذلك هي، غير أن حياتنا معاً تقليدية، رتيبة، فاترة لا روح فيها... فزوجتي باردة، عملية جداً، لا تقدِّر المشاعر.. ولطالما لفتُّ نظرها ونبّهتُها.. وكم من مرة هيَّأتُ لها جوّاً رومانسياً لكسر الجمود... ولكنها مع الأسف لا تتفاعل ودائماً تتذرع بأن هذه «الحركات» لا تعني لها شيئاً وبأن هناك ما هو أهم.. هذا الوضع يسبّب لي الشعور بالإحباط والملل... وكثيراً ما نبّهتها إلى أن صبري بدأ ينفد... وهي تردّ باستهزاء وتحدٍّ: افعلها وتزوج... فماذا أفعل؟
المعالجة:
أغبطك أخي الكريم على حياتك الزوجية التي وصفتها بـ (هادئة مستقرة) فما أكثر المتزوجين الذين يفتقدون الهدوء والاستقرار في حياتهم الزوجية.
وأغبطك على ما تُكنّه من مودة في قلبك لزوجتك وعلى ما تُكنّه زوجتك لك في قلبها من مودة، وأتوقع أن كثيراً من الذين يقرؤون رسالتك هذه سيغبطونك أيضاً إن لم يحسدوك!
ولا يعني هذا أني لا أقدّر ما تسعى إليه من إنعاش لحياتكما الزوجية وإخراجها من الرتابة والفتور اللذَين أشرت إليهما واشتكيت منهما.
لكني أردت أولاً أن أطمئنك إلى أنك تعيش حياة زوجية ناجحة نتمناها لأكثر الأزواج والزوجات، ويتمناها كثير من الأزواج والزوجات لأنفسهم.
ما تشتكيه ناشئ عن اختلاف بين طبيعتك وطبيعة زوجتك؛ فأنت مرهف، رقيق، عاطفي، بينما زوجتك عقلانية، عملية، جادة.
طبيعتك أقرب إلى طبيعة المرأة، وطبيعة زوجتك أقرب إلى طبيعة الرجل، فالأكثر أن تشتكي المرأة من جفاء زوجها ويشتكي الرجل من حساسية زوجته وشدة عاطفتها!!
وعليه فإني أشير عليك بما يلي:
• زد من رضاك عن حياتك الزوجية وأنت تجد مِن حولك نزاعات زوجية كثيرة بين أقاربك وأصدقائك وجيرانك، واحمد الله على استقرار حياتك وهدوئها وأنت تسمع انتهاء غير قليل من الزيجات بالطلاق.
• أشغل نفسك بعملك وأولادك وهواياتك وأصدقائك وأهلك وتوقف عن مطالبة زوجتك بما تطلبه منها وأظهر أنك ما عدت تكترث به وتسعى إليه.
• عامل زوجتك بأسلوبها نفسه؛ فلا تُظهر عواطفك، وكن جاداً معها، واصبر على هذا زمنًا.. ستجدها بدأت تسعى إليك، ولعلها تفتقد رومانسيتك وتطلبها منك، وتُهيِّئ هي لك ما كنتَ تطلبه منها.
وفقكما الله وأصلح بينكما وزاد المودة والمحبة في قلبيكما.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة