من المسؤول
بقلم: إنصاف درزي
بينما كنت منهمكة بأعمال المنزل إذ بي أسمع أصوات وصيحات تتعالى أسرعت إلى الشرفة لأرى ما الأمر وإذ بي أرى المنزل المقابل لبيتنا في الطابق الثاني يحترق وألسنة النار والدخان تصعدان منه، والنساء والأطفال مذعورين خائفين يطلبون النجدة فأسرع شباب الحي ورجاله لتجدتهم وبهمّة وشجاعة وبفضل الله استطاعوا إنقاذهم وما زالت النار تلتهم كل شيء يصادفها وتزداد لهيباً حتى وصل رجال الإطفاء وباشروا بمدّ السلالم وخراطيم المياه وبشجاعة قوية حاصروا النيران وأخمدوها شيئاً فشئياً بينما كان سكّان المنزل المجاور يراقبون من بعيد كيف الحريق قد قضى على معظم أثاث المنزل وكادت قلوبهم تحترق كما بيتهم ويفركون يداً بيد حسرة ولوعة على ما أصابهم لم يعد لديهم أي شيء تقريباً؟ فمن يعوّض عليهم تلك الخسارة ويُصلح لهم ما تعطّل نيتيجة هذا الحريق؟ الجواب: لا أحد.
لقد سبّب لهم بعض الفتية بذاك الحريق وما أصابهم من الأضرار بسبب طيشهم واستهتارهم بالقيم والأخلاق؛ أهكذا الإسلام علمنا أن نطلق العنان لأبنائنا بأن يعبثوا ويلهوا على حساب راحة الآخرين يلهون بالمفرقعات والألعاب النارية بمناسبة وغير مناسبة ما عدا الأصوات المزعجة والروائح الكريهة المضرّة بالصحة العامة والبيئة التي تصدر من تلك المفرقعات لقد نهانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وحذّرنا أن لا ضرر ولا ضرار. كنت أتمنى أن نحثّ أولادنا على عمل الخير وبدلاً أن تصرف الأموال هدرًا ثمن تلك المفرقعات بأن نضعها في مكانها الصحيح ولا ننسى قول الله تعالى في الآية الكريمة: "إنّ المبذرين إخوان الشياطين".
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن