وغياب للقدوة
لعلّ أوائل السبعينات من القرن الماضي شهدت صراعات عسكرية باءت بالفشل لتخلّف صراعات فكرية همّها الأكبرالخروج بالأمّة من الكهوف المظلمةإلى فضاءالعلم والنور والفكر،أوهكذا كان يُرَوَّج للعامّة،وانبرى لكلّ فكرة فرقة من المصفقين والمشجعين،وقد لعب الإعلام دور الموجّه لنبض الشارع،فحملهم إلى آفاق من الضياع لم تعهدها المجتمعات من قبل؛فكنا نرى أعمدة الصحف تتحدّث عن خطابات ماوتسي تونج زعيم الحزب الشيوعي الصيني الرنانة وأفكاره الفذّة ومشاريعه العظيمة،ولم يكن للترويج لفكره أية غايةأو هدف كماكان يدّعي أنصاره سوى الخروج بالأمّة من حلقات فشلها المخزي!!!
أما الشخصيةالأخرى التي لمعت أيّما لَـمْعآن انذاك فكانت شخصيةًناجحةً بكل المقاييس؛إذكان الدكتورتشي طبيباً وإنساناً رقيقاً وقائداً عسكرياً محنّكاً ومفكّراً وأديباً،لكلامه حلاوة عميقة ولأفعاله آثار مذهلة ولانتصاراته أصداء واسعة،وقد أخرج بلاده من مآسي الفقر والجهل والمرض إلى آفاق رحبة من الثراء والعلم والعافية،فكان من البديهي أن يجرّ نموذجه إلى ديار الإسلام لإن تلك الديارتحديداً قدغُيّب فيها النمــوذج الإسلامي وزّج بكـل مــن يفكّر بالتجديد في ظلمات السجون. بعدأن دُبّرت لهم بليلٍ اتهامـات لــم يكونــوا يعرفـونـها،إضافة إلى أن بعض قياداتهم لم يكن نصيبها من الديمقراطية أكثرمن حبل مشنقة،لذا فقد وجدت الأصوات التي بُحَّت وهي تنشدالتغيير نفسَهافي خواء فكريٍّ،اللهم إلامن أقوال تشي جيفارا وأفعاله ومنهجه،ثم تسللت مبادئه إلى مجتمعات اللاهويّة الفتيّة.
فكانت نتيجة تعدّدالاتجاهات الخروج من تلك الصراعات والصدامات بمايخدم الأقوى والأكثر فاعلية،وعليه فقدأخذت المجتمعات تزحف تدريجياً نحو التفلّت والتمرّد على الدين ومحاو لةإلباس أهله مسوح الرهبانية تارة والدروشة تارة
أخرى،وغدا مرادفا لتقدم الوحيد
هو ترك الدين،فكان من المنطقي أن تتزامن ضربات الحركات الإسلامية القاصمة مع جهود جبارة لإنعاش الفنون التي تزيدالناس ضياعاً،سواء فنون القول من شعرونثرأمن فنون السينما والمسرح،فَتُركت كوكب الشرق لتخدِّر الجماهير وهي تغني:
لبست ثوب العيش لم أُستَشَرْ
وحِرتُ فيه بين شتّى الفِكَرْ
أماالعندليب الأسمر فقدكان يتمايل ويتساءل: لماذاجئتُ؟أين المفرّ؟
صدق الله العظيــم القائــل: ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن