إن كانت لي فستأتي
بقلم: رفيدة فكري
غالباً ما نُديم البحث عن أشياء نريدها ونتمناها..
نجري خلفها بشدة، وننظر لها بأنها ربما ستكون من نصيبنا أو هي نصيبنا..
نضارب من أجلها، نشلّ أنفسنا بالتفكير، نوتِّر أجسامنا وتجمد نشاطاتنا لننتظرها..
لأننا نريد تحقيق ما نفكر به...
نبقى بتفاؤل نرقب أي جديد لأي خبر ...
وننتظر... ثم ننام من الانتظار...
وبعدها ننام من ملل الانتظار ...
وأخيراً ننام يأساً.. تعباً.. إرهاقاً.. بؤساً..
لأننا مللنا - بكل بساطة - من الانتظار ...
نبدأ في التناسي، والتأقلم من جديد على فكرة ثانية أقل تكلفة؛ ممكن!..
أو أَقَلّ أملاً.... وما نلبث أن نبدأ بداية جديدة..
حتى يأتينا ذلك الشيء الذي كنا نركض خلفه، مندفعاً بقوة، مربوطاً في رقبته حبلنا الذي كنا نشده يوماً دون أن نعرف؛ طوله! لونه! أو حتى سمكه!!
دون أن نعرف أنه كان مربوطاً في الأصل!..
نتفاجأ بوجوده الحبل الذي لم نكن نعلم بوجوده!!
وقتها إما نفرح من الدهشة والطريقة التي أتى بها؛ كيف لم تكن في خيالنا!!
أو نبدأ بتركيب كل شيء بدأ يتفكك، بعد قدوم ما انتظرناه..
هكذا هي الدنيا.. تسعى فيها خلف مصالحك، تجري لتكسب، لتعلو، لتتثقف.. لأي هدف كان، وفي أي مكـــان كـــان.. فقـــط لتـدرك ما تريد، وإن لم تكن مقدّرة لك لن تأخذها! حتى لو تسلّقت سور الصين العظيم..
وإن كانت مقدّرة، ستأتيك في وقتها... راكضة، قافزة أو طائرة..
وفي الوقت المقدّر لها تظهرُ لك، لا في الوقت الذي تريده أنت..
تأتيك بسهولة أحياناً، لتستغرب وتندم لأنك تعبت في التفكير يوماً..
تأتيك باسمك أنت.. ولهدفك أنت ..
السعي في هذه الدنيا مقدّر لنا، ومكتوب لنا، فاسعوا بقدر استطاعتكم..
لكن لا تموتوا لتأخذوا شيئاً لن يكون لكم، أو ليس وقته ليكون..
* بكالوريس إدارة أعمال.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن